الونشريس للتربية و التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الونشريس للتربية و التعليم


 
الرئيسية10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريان66
عضو نشط
عضو نشط
ريان66


المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Empty
مُساهمةموضوع: مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع   مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Icon_minitimeالأربعاء 26 ديسمبر 2007, 07:48

التيار الثاني:

ويمكن تسميته "ما بعد الحداثة السوسيولوجية"، فما هو؟


2. التيار الثاني:

هو تيار: "ما بعد الحداثة السوسيولوجية"، والذي يرتبط أكثر ما يرتبط، بكتابات لوهان التي لم نستطع للأسف، الاطلاع على مجملها، لأسباب ليس المجال لذكرها الآن. ولكننا استندنا إلى ما هو أساسي فيها، والوارد في الكتاب المشترك مع هابرماز "الخطاب الفلسفي للحداثة"(17).

........في الواقع، قد يكون مستهجناً وصف كتابات لوهمان بأنها "ما بعد حداثوية". ولكن الأمر لا يكون كذلك، عند حديثه عن "النظرية العامة للنظم"، التي تأخذ بها ما بعد الحداثة وتقبل بكل نتائجها، وذلك على الرغم من أن لوهمان يحاول، في كتاباته، مفصلة المرتكزين التاريخيين الخاصين بالسوسيولوجيا (على طريقة فرانسوا ليوتار): النظام الوظائفي (المرتكز العضوي) والنظام التطوري (المرتكز المسيحي - الهيغلي).

........إن نظرية النظم عند لوهمان تقوم على افتراض أنه طرأ تحول على مفهوم السستام (النظام). قبل التحول كان يفهم بالنظام علاقة بين الأجزاء وبين الكل الذي يؤلف مجموع هذه الأجزاء، وبعد التحول أصبح النظام يفهم باعتباره بنية علاقات بين السستام ومحيطه. وتستند نظريته هذه إلى مفهومين اثنين: مفهوم التعقيد (بمعنى الترابط الاصطفائي بين عناصر البنية) ومفهوم التمايز (إعادة إنتاج التمايز بين السستام ومحيطه من داخل السستام نفسه). وانطلاقاً من هذه الوظائفية يتطور الفهم التطوري للمجتمعات عند لوهمان، فهو يقول إن المجتمعات الغربية عرفت ثلاث أشكال للتمايز:

الشكل الأول: هو التمايز الذي يقوم على التنوع (حيث يتميز المجتمع بكون بنيته العامة تشتمل على أنظمة فرعية متوازية).

الشكل الثاني: هو التمايز التراتبي (حيث يقوم المجتمع على لا مساواة الأنظمة الفرعية فيه، ويشهد من خلال اللامساواة هذه، مبدأ التراتبية الهادف إلى جعل النظام العام للمجتمع متماسكاً).

ثم الشكل الأخير: وهذا ما يتم التوجه إليه اليوم، وهو التمايز الوظائفي الذي ينظم التواصل والعلاقات بين الأنظمة الفرعية والتي يتميز كل واحد منها بوظيفة خاصة.

........ولكن هذه الوظائف غير مستقلة عن بعضها البعض، بل مترابطة ومتداخلة الصلات، الأمر الذي يمنح الأولوية المطلقة لوظيفة معينة (أو لنظام فرعي معين) على الوظائف الأخرى. بهذا المعنى، فإن الوظائف لا تمتلك إلا أولويات مؤقتة، والنظام الاجتماعي العام الذي يخضع إلى هذه الأولية، لا يستوي تراتبياً بشكل ثابت، وإنما يستوي على قاعدة أولوية النظام الفرعي (سياسي، إداري، اقتصادي، ديني …) بحسب طبيعة التواصل الظرفي والمؤقت بين مجموع الأنظمة الفرعية.

........بمعنى آخر، التمايز الوظائفي هو الذي يحدد، بنيوياً، أين تقع مركزية (أولوية وظيفة أي نظام فرعي) المجتمعات المعاصرة والكثيرة التعقيد. وقد قام لوهمان بدفع ما يسميه "المرجعية الذاتية" لكل نظام فرعي (أي باعتباره هو مرجع ذاته)، إلى أقاصيها، حيث يقول بأن الذات الإنسانية تفقد كل وجود فعلي، وتصبح "نتاجاً" للمبدأ الوظائفي الذي تختزل التعقيد المجتمعي، والذي يصبح، هو، الموجه الحقيقي للنظام الاجتماعي. ومع التمايز الوظائفي، يكتمل انتزاع صفة الأنسنة عن كل معنى؛ أي أن المعنى يتوقف عن كونه تعبيراً عن الوعي الذاتي، ويصبح علامة من علامات النظام وخصائصه. والذي يكشف لنا هذا في نظرية لوهمان، هو مفهوم ]Autopoiesis). إن تمايز بنية نظام (يتضمن مجموعة أنظمة فرعية)، هو نتاج "نواة مغلقة للهوية" – بحسب تعبير لوهمان - أو ما يمكن تسميته بالفرنسية (Autoreflexif)، حيث تنتشر هذه النواة وتكبر بدون أي معوق خارجي لها(1. إن جوهر النظام الفرعي يكمن في قدرته على التكيف مع محيطه، الذي يزداد بدوره تعقيداً متواصلاً، أي تفرعاً بالتالي تمايزاً. بمعنى أوضح، يمتلك كل نظام فرعي منطقاً خاصاً به، مستقلاً عن غيره. وانقسام النظام العالم إلى مجموعة أنظمة مستقلة هو الذي يضمن حرية الكل الجامع، كما يضمن حرية كل نظام فرعي على حدة، ويصبح المجتمع، هنا، مجرد مساحة تنعكس فيها علاقة هذه الأنظمة ببعضها بعضاً.

........وعلى هذا، ينتقل "المعنى"، عند لوهمان، من موقع الذات - الفرد على موقع الذات - النظام الاجتماعي. فالمعنى الذاتي الفردي لا يشكل، وفق هذا الانتقال، أساساً مهماً في فهم طبيعة المجتمع، ويفقد أصليته متحولاً إلى مجرد سمة من سمات النظام. زد على ذلك، لا يقيم كبير اتفاق يبن المعنى الفردي وبين معنى الكل، فالمعنى الفردي هو جزء من محيط النظام أو الكل، ولا يستطيع، بالتالي، التأثير على أطره المرجعية. وبهذا، تنعدم العلاقة بين المعنى - معنى النظام أو الكل - وبين وعي الفاعلين الاجتماعيين.

........استناداً إلى ما سبق، ورغم التعقيد الذي تتميز به نظرية لوهمان، نعتقد أن ما يطرحه هذا المفكر يمثل، ربما الفهم الأكثر تماسكاً لظاهرة ما بعد الحداثة. فنهاية "عصر المؤلفات الكبرى"، ودفن كل الأفكار الوجودية، إضافة إلى "موت الذات"، تصبح، كلها، عند لوهمان نظاماً بدون مركز أساسي ثابت فيه، نظاماً يمتلك سيطرة كبيرة على توجهه الذاتي، بدون أن يكون لهذا التوجه مركز رئسي فيه. إن هذا النظام بالمعنى الذي يعطيه لوهمان، هو التعبير الواضح عن رفض فكرة بناء قواعد عامة للنظام بكليته، وهو، أخيراً الذي يعتبر "الإنسان جزءاً من محيط المجتمع (وليس جزءاً من المجتمع نفسه)"(19).

........يبقى أن ما تسميه النظرية العامة للنظم (من فوق) التمايز الوظائفي، هو عينه الذي يعرف (من تحت) باسم "التمايز المعيوش" أو "الفرع المعيوش" فما هو؟

التيار الثالث:

هو تيار السوسيولوجيا الما بعد حداثية، التي ترتكز على ما هو معيوش أو على التجربة المعيوشة. ويمكن وصف هذه السوسيولوجيا (التي تولد حالياً)، يصفتها جسراً تعبر عليه الأيديولوجيات من التفسيرات الكلية إلى الرؤى التفرعية.

........في البداية، يبدو ضرورياً فهم معنى هذا "العبور" من خلال قراءة الواقع الاجتماعي فالأيديولوجيا، وبخلاف الرؤية التفرعية أو الجزئية، تفترض وجود حقيقة كلية شاملة (حتى إن كانت غير مرئية من قبل كل إنسان في المجتمع)، وتسمح باتصال المواقع الاجتماعية في ما بينها. وباختصار تشكل الأيدولوجيات رؤى متنوعة ومختلفة لحقيقة اجتماعية واحدة، وتفترض، بشكل أو بآخر، وجود مكان مركزي يضفي المعنى على المواقع والأجزاء المترابطة في ما بينها، وذلك بفضل وجود نظام، غالباً ما يكون تراتبياً. ولا يهم، هنا، إذا كان الفاعل الاجتماعي يماثل بين أيديولوجيته وبين الحقيقة الكلية (لوكاش)، أو على العكس، ينظر إلى هذه الحقيقة الكلية باعتبارها مجموع الرؤى (مانهايم). فكل نظرية حول الأيديولوجيا تفترض تواصلاً بين الأجزاء، وكل مجتمع يتشكل وفق انقسامه إلى أجزاء، ويقدم نفسه باعتباره تدامجاً لهذا الانقسام الذي يكسب المجتمع معناه عن طريق مركزي فيه.

........أما الرؤى التفرعية (الأيديولوجيات) فإنها، على العكس، تتخلى عن كل مرجعية مركزية للكل، ويغيب تدريجياً كل تفسير توحيدي للعام الاجتماعي، فيحتل التبعثر والفوضى (كلمة أساسية في خطاب هذا النوع من الأيديولوجيات) مكان المنتظم والموحد. كما يصبح تعيين كل شيء بذاته الأمر الأساسي، فتحول "الفرديات" دون انتشار "الكليات"، وتستقل النظم الفرعية، أكثر فأكثر عن بعضها. أما الناس، الأفراد، فيشعرون أنهم مأخوذون بأساليب اجتماعية جديدة لا يعودون قادرين، تدريجياً، على فهمها، نتيجة الانتقال الدائم للمرجعية المركزية من نظام فرعي إلى نظام فرعي آخر، بدون الثبات على مرجعية بعينها، الأمر الذي يدفعهم باتجاه انطوائهم، التدريجي، أيضاً، على ذواتهم. وهذا ما يسمى بالنرجسية، حيث لا يعود الفاعل الاجتماعي قادراً على التأثير في محيط الاجتماعي، فيلجأ إلى تمركزه على ذاته، فيظهر العجز عند الناس وتكثر ضحايا "الفوضى" في صفوفهم.

........هذا الكلام هو "جديد" هذا التيار الثالث، الذي يحاول تفسير ظاهرة ما بعد الحداثة. فهو يركز على أنه، بالإضافة إلى الانقطاع في العلاقة بين تجارب الأفراد المعيوشة وانعزالهم المتزايد عن بعضهم، توجد اليوم، أيضاً، استقلالية النظم الفرعية عن بعضها وعدم تدامجها في جامع أو كل تراتبي واحد. فيصبح المجتمع وفي هذه النظرة، حقل احتكاك بين النظم الفرعية والمستقلة عن بعضها. ويحاول البعض (كما رأينا آنفاً) أن يفسر هذا التمايز باعتباره محرك الحرية وعصبها (لوهمان)، ويحاول البعض الآخر اعتبار هذا الانفصال، بين مبادئ حركة المجتمع، بمثابة التناقض الذي تحتضنه الرأسمالية في مرحلتها الحالية (بيل). ولكننا نعتقد أن المهم في الموضوع هو أن المجتمع توقف عن تقديم نفسه بصفته وحدة ناجزة: فالانقسام بين أجزائه يطرح، عملياً مدى صحة شروط التواصل بين الأجزاء، في الوقت الذي لا يوجد فيه نظام مرجعي مشترك لها، ولا تمتلك "نصاً" (أيديولوجيا) كاملاً لها. كما يجعل المعنى الاجتماعي لكل ممارسة أو تجربة معيوشة غائباً كلياً. إن غياب النظام المرجعي المشترك، يدفع كل نظام جزئي إلى أن يتمحور (كما الأفراد) حول أوالية اشتغاله الذاتية، ولا يعود يسري بينهم من اتصال، سوى الاتصال المعلوماتي (الإعلام).

........من أجل أن تكون هذه الرؤية "عقلانية" أكثر على المستوى السوسيولوجي، صير إلى الاستعانة بفكرة "السوق". فكل هذا المسار لما بعد الحداثة، مرهون بالعودة إلى فكرة "السوق" كمبدأ منفصل عن النظام الذي يحكم المجتمع، وكمختزل لتعقيداته، وكقناة للتواصل (المعلوماتي=الإعلامي) بين أجزائه. فالسوق، هنا، هو المعبّر عن منطق التاريخ الاجتماعي وتطوره، وهو الذي يكشف عن طبيعة النظام الاجتماعي (عناصر منفصلة عن بعضها وبدون مركز، ولا تتواصل إلا عبر الإعلام والمعلومات)، وهو الذي يعبر عن الخصوصيات عن طريق تحصين التمايزات والاختلافات بين الأجزاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النورس
عضو متميز
عضو متميز
النورس


المساهمات : 162
تاريخ التسجيل : 28/11/2007
العمر : 34

مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع   مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Icon_minitimeالخميس 27 ديسمبر 2007, 11:33

شكرا موضوع جميل يستحق التقدير واصل تميزك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سحر الدنا

سحر الدنا


المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 14/12/2007

مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع   مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع Icon_minitimeالخميس 27 ديسمبر 2007, 22:51

وفقك الله على هذا التميز الرائع وإلى الامام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مابعد الحداثة.....من منظور الاستاذ سليمان الديراني...تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الونشريس للتربية و التعليم :: المنتديات العامة :: ملتقى الحوار و المناقشات-
انتقل الى: