biblioman عضو متميز
المساهمات : 558 تاريخ التسجيل : 25/10/2007 الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com
| موضوع: بالعلم نحيا (1) السبت 27 أكتوبر 2007, 18:06 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالعلــم نحـيا: مقدمــــة:إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ،
وبعد:...
خير جليس في الزمان كتاب، وذلك أننا نرى المسلمين -ونحن بالأخص منهم - قد أعلنا مقاطعة تامة مع القراءة، ومع حرصنا على الاستفادة من أوقاتنا -وإن كان حرصاً محدوداً - ومع استفادتنا أيضاً من جزء كبير من أوقاتنا، إلا أن نصيب القراءة عند كثير منا لا يزال ضئيلاً، ولو طُرح عليك سؤال عن آخر كتاب قرأته، ومتى انتهيت منه؟ ومتى بدأته؟ فستجد الإجابة خير دليل على هذه الدعوى. فما أحوجنا إلى أن نعيد النظر مرة أخرى في هذه المقاطعة الظالمة الجائرة مع القراءة.
طـالب الـعلـم:
إليك يا طالب العلم هذه المناهج العلمية لبعض العلماء وطلبة العلم، التي تختصر لك طريق طلبك للعلم، وتبعدك عن التخبط بين الكتب وضياع الوقت في قراءة الكتب التي تجمع الغث والسمين، فهي مناهج قوية في نظمها وترتيبها اقتصرت على الكتب ذات الأهمية العظمي في حياة طالب العلم.
وقد يختلف ترتيب بعض المناهج عن بعض ولكن في النهاية تصب جميعها في نهرِ واحد ألا وهو العلم و المعرفة.
ومما يدل علي تكريم الإسلام للعلم أنه جعله فريضة على كل مسلم في قوله {"طلب العلم فريضة على كل مسلم" أخرجه ابن ماجه وابن عدي وابن عبد البر وغيرهم.
نصائح لطلاب العلم
* أولا: الإخلاص , فان الإخلاص هو رأسمال الداعية ، وهو ربحه ، وهو كل شيء بالنسب’ له قال تعالى (قل إني أمرت ان اعبد الله مخلصا له الدين) وقال مؤكدا أيضا (قل الله اعبد مخلصا له الدين) وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا يغل عليهن قلب أمرئ مسلم إخلاص العمل لله) * ثانيا: التثبت؛ وذلك أن سوء الظن وسرعة تصديق الأخبار من أكبر أسباب القطيعة والوقيعة، لذلك أمرنا بالتثبت. وإن كان أمر التثبت عاما، فإنه بين أهل العلم والفضل أولى، وإني لأرجو من الإخوة الدعاة زيادة الحرص في الرواية، فإنه كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع. * ثالثا: سعة الصدر والدفع بالحسنى، ذلكم لأن المسلم أخو المسلم وقد بين المولى ثمار الدفع بالحسنى مع العدو فكيف مع المسلم، فقال سبحانه: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، فيجب على المسلم أن يلتمس لأخيه العذر ويصبر عليه وهذا من لوازم الدعوة كما بينه في سورة العصر.
قد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق، وقال علي أيضا رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه، وقال رضي لله عنه نظماً:
v ما الفخـرُ إلا لأهلِ العِلْـم إنَّهــــم على الهدى لمن استهـدى أدلاَّءُ
v وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه والجَاهِلُــون لأهْل العلـم أعَداءُ
v ففُــزْ بعلـمٍ تَعِشْ حياً بــــه أبــــداً النَّاسَ موتى وأهلُ العِلْـمِ أحْياءُ
وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خُيِّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.
وقال الحسن رحمه الله: يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم الشهداء. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: عليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه موت رواته، فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، فإن أحدا لم يولد عالما وإنما العلم بالتعلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها. وكذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله. وقال الحسن في قوله تعالى: ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة﴾ (سورة البقرة: الآية 201. سورة التوبة: الآية 122) إن الحسنة في الدنيا هي العلم والعبادة وفي الآخرة هي الجنة وقيل لبعض الحكماء أي الأشياء تقتني قال الأشياء التي إذا غرقت سفينتك سبحت معك يعني العلم وقيل أراد بغرق السفينة هلاك بدنه بالموت وقال بعضهم من اتخذ الحكمة لجاما اتخذه الناس إماما ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار.
وقال الشافعي رحمة الله عليه من شرف العلم أن كل من نسب إليه ولو في شيء حقير فرح ومن رفع عنه حزن وقال عمر رضي الله عنه يا أيها الناس عليكم بالعلم فإن لله سبحانه رداء يحبه فمن طلب بابا من العلم رداه الله عز وجل بردائه فإن أذنب ذنبا استعتبه ثلاث مرات لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت وقال الأحنف رحمه الله كاد العلماء أن يكونوا أربابا وكل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل مصيره وقال سالم بن أبي الجعد اشتراني مولاي بثلثمائة درهم وأعتقني فقلت بأي شيء أحترف فاحترفت بالعلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له وقال الزبير بن أبي بكر كتب إلي أبي بالعراق عليك بالعلم فإنك إن افتقرت كان لك مالا وإن استغنيت كان لك جمالا وحكى ذلك في وصايا لقمان لابنه قال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء وقال بعض الحكماء إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء والطير في الهواء ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره وقال الزهري رحمه الله العلم ذكر ولا تحبه إلا ذكران الرجال.
آيات قرآنية في العلم مع تفسيرها:
قوله عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا. وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام.
وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾
وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾
وقال تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾
وقال تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به﴾ تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم.
وقال عز وجل: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا﴾ بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم.
وقال تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾
وقال تعالى: ﴿ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله.
وقيل في قوله تعالى: ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم﴾ يعني العلم ﴿وريشا﴾ يعني اليقين ﴿ولباس التقوى﴾ يعني الحياء.
وقال عز وجل: ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾
وقال تعالى: ﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾
وقال عز وجل: ﴿بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾
وقال تعالى: ﴿خلق الإنسان¤ علمه البيان﴾ وإنما ذكر ذلك في معرض الامتنان.
أحاديث نبوية تحث على العلم:
فضــل العلـــم: جاءت عن المصطفى أحاديث عدة في فضل العلماء منها:
· عَنْ ابنِ مَسْعودِ رضيَ الله ُ عنهُ قال قالَ رسول اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلَمَ:
‚لا حَسَدَ إلاَّ في اثنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاه اللهُ مَالاً فسَلَّطَهُ عَلى هَلَكتِهِ في الحَقَّ ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقضِي بِها وَ يُعَلِمُّها ƒ ـ متفق عليه ـ
· عن سَهْل بنِ سَعد رَضيَ اللهُ عنهُ أنَّ النَّبيَّ صَلى اللهُ عليْه وسلم قال لعليٍ رضي اللهُ عنهُ:
‚فو اللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ ƒ ـ متفق عليه ـ
· عن أبي هُريرةَ رَضيَ الله ُ عنهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عليْه وسَلـَّمَ قال:
‚و مَنْ سَلَكَ طَرِيْـقـَاً يَلْتَمِسُ فيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ ƒ ـ رواه مسلم ـ
· عن أبي هُريرةَ رَضيَ الله ُ عنهُ قالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عليْه وسَلـَّمَ يَقُول:
‚مَنْ خَرَجَ في طَلَبِ العِلْمِ فهو في سَبِيْلِ اللهِ يَرْجِعَ ƒ ـ رواه الترمذي ـ
وفي نهاية هذا الموضوع أود أن أشير إلى أن الجهل داء عضال يفتك بالأمم، والخير كل الخير في طلب العلم لما تقدم من فضله في الكتاب والسنة، وإن أمة ترضى بالجهل ستجني عواقب ذلك في تخلفها الحضاري في مجالات الحياة كافة في النواحي العلمية والاجتماعيـة والاقتصاديـة وغيرها، وللجهـل عواقبـه الوخيمـة علـى الفرد والمجتمع حيث تسوء الأخلاق وتكثر الجرائم ويعم الكسل وما أحسن قول القائل "خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل" وأختم بقول الشاعر:
العلـــم يرفـــع بيتاً لا عمـــاد لــه والجهال يهدم بيت العز والشرف العلـــم يسمــو بقوم ذروة الشرف وصاحب العلـم محفوظ من التلف ياطالــب العلــم مهــلاً لا تدنســـه بالمــوبقات فما للعلــم مـــن خلف
يتبـــــــع ... | |
|