الونشريس للتربية و التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الونشريس للتربية و التعليم


 
الرئيسية10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابن خلدون... 600 عام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
biblioman
عضو متميز
عضو متميز
biblioman


المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com

ابن خلدون... 600 عام Empty
مُساهمةموضوع: ابن خلدون... 600 عام   ابن خلدون... 600 عام Icon_minitimeالإثنين 21 يناير 2008, 19:32

study sunny

ابن خلدون... 600 عام


ابن خلدون... 600 عام Ibn-khaldun-01




يصف ابن خلدون الفترة إلي كان يعيشها في مقدمته، ً وانتقص عمران الأرض بانتقاص البشر، فخربت الأمصار والمصانع، ودرست السبل والمعالم وخلت الديار والمنازل، وضعفت الدول والقبائل، وتبدل الساكن. وكأني بالمشرق قد نزل به ما نزل بالمغرب. لكن على نسبته ومقدار عمرانه، وكأنما نادى لسان الكون في العالم بالخمول والانقباض فبادر بالإجابة ً. وابن خلدون هنا يصف وضع من والضعف والانهيار على مستويات عدة :



أ‌- المستوى السياسي : كان واضحا في تلك الفترة ضعف وانهيار الدول والوحدات السياسية الإسلامية في المشرق ( العباسية ) والمغرب ( الموحدون والأندلس ) وعدم قدرتهم على ردع العدو الخارجي، وظهور دول وإمارات قبلية تتصارع فيما بينها على السلطة والسيادة، إضافة إلى الفساد والوهن الإداري والاقتصادي الذي عانت منه هذه الدويلات التي ابتعدت كثيرا عن المنهاج الإسلامي في الحكم وكان هدفها الأساسي المحافظة على استمرار حكمها، ولذلك انتشرت وبشدة التمردات والانقلابات طمعا في استرداد حكم أو السيطرة عليه، وفي الفترة التي عاشها ابن خلدون كان في شمال أفريقيا ثلاث دويلات مركزية، فيما يسمى بدول الطوائف، الدولة الحفصية في تونس، دولة بني عبد الواد في الجزائر ودولة بني مرين في المغرب، ومشكلة هذه الدول أنها كانت قبلية، إما في تكوينها وإما في تحالفاتها، مما اضعف من سيادتها وسلطانها السياسي والاقتصادي.



ب‌- المستوى الاجتماعي والحضاري : في القرن الرابع عشر أصاب العالم وباء الطاعون فترك ورائه دمارا وخرابا هائلا ، وكان نصيب المغرب العربي منه كبيرا، ويصف ابن خلدون في كتبه الدمار العمراني والإنساني لهذا الوباء، ويبدو أن تأثيره بالذات عليه كان كبيرا لان عائلته وأساتذته هلكوا جميعا نتيجة لإصابتهم في هذا الداء، أضف إلى هذا الجمود الحضاري والثقافي في هذا العهد وانتشار الفكر الخرافي في المجتمع، وكان واضحا لابن خلدون أن شمس الحضارة الإسلامية مقبلة على الغروب في هذا العصر.



يبدو أن هذه التطورات أثرت كثيرا على ابن خلدون، وقد بلورت تكوينه العلمي والفكري، لأنه في المستقبل عندما سيكتب مقدمته المشهورة سيحاول من خلالها أن يجد تفسيرا و حلولا عمليه للمشاكل التي يواجهها عصره، يرجع إلى التاريخ ويستفتيه ويحاول أن يضع منهجية وقاعدة علمية عملية لفهم المجتمعات ومشاكلها المختلفة، مجتمع ابن خلدون وعصره وتجربته الشخصية الغنية في عالم السياسة هم برأيي عامل أساسي في إعداده الفكري والعلمي المبدع.

حياة شخصية غريبة




مر ابن خلدون خلال حياته في الكثير من التطورات والتغيرات التي كان لها اثر كبير على شخصيته، وقد تميزت بمركبات عديدة أهمها :

ا– تكوينه العلمي : لم يختلف ابن خلدون في تعلمه عن أبناء عصره، فقد اكتسب منذ صغره العلوم الشرعية والفقهية، ودرس القرءان الكريم وتلاه على قراءاته السبع، كما وانه تعلم الفلسفة والعلوم اللغوية ولكنه لم يستطع الاستمرار في الدراسة وذلك نتيجة لوفاة والديه وأساتذته، وبهذا ينتقل ابن خلدون إلى الحياة العملية.



ب– العمل السياسي : دخل ابن خلدون عالم السياسة المغربي في سنة 1350 م، انتقل فيها من وظيفة إلى أخرى، ومن بلاط أمير إلى أخر، تخللها الكثير من المفاجئات، الطرد والهرب أو السجن، والغريب في الأمر أن ابن خلدون قد اضطر على ما يبدو أن يكون جزءا من المؤامرات والتمردات في تلك الفترة، وتغيير الولاء للسلطة حسب الظروف السياسية، أما بالنسبة لطبيعة عمله في بلاط الأمراء فاخذ طابع إداري واستشاري وفي بعض الأحيان دبلوماسي.



ج– البحث والتأليف : توصل ابن خلدون في سنة 1374 أن عال م السياسة ا لذي كان يعيش فيه ليس ملائما له ولذلك اخذ قرارا بالتفرغ للدراسة التي طالما أراد أن يرجع إليها، فتفرغ للدراسة والتأليف في احد قصور بني عريف في قلعة بني سلامة التي تقع في مقاطعة وهران بالجزائر، وقضى هناك أربع سنوات ألف فيها كتابه ( كتاب العبر ) الذي شمل المقدمة كجزء أول من الكتاب وستة مجلدات أخرى، الكتاب مر بتنقيحات وإضافات أخرى في تونس ومصر.



د– كثرة تنقله واستقراره في مصر : اضطر ابن خلدون بالانتقال بين دويلات شمال أفريقيا ( دول الطوائف – المغرب، تونس والجزائر ) بالإضافة إلى الأندلس، ولكن في نهاية المطاف وصل ابن خلدون إلى مصر سنة 1382 م هاربا من المغرب وطامعا بالبدء بحياة جديدة بعيدة عن بلاط الأمراء ومشاكل السياسة وقد بقي هناك حتى وفاته في سنة 1406، بعد وصوله إلى مصر بعث إلى أسرته للحاق به ولكن القدر حال دون وصولها فقد غرقت السفينة التي أقلتهم وهلكوا جميعا، وخلال وجوده في مصر زار ابن خلدون القدس في سنة 1398م وهو يصف هذه الرحلة التي زار فيها جميع معالم القدس في كتابه التعريف بابن خلدون، إضافة إلى لقائه بتيمورلنك، القائد المغولي في سنة 1400 م في مدينة دمشق.



ه– القاضي والمدرس : في مصر حيث دولة المماليك استطاع ابن خلدون أن يندمج في الحياة العلمية، وقد ساعده في ذلك صيته كعالم متميز ( تأليف ألمقدمه كان قبل وصوله إلى مصر )، اتخذ ابن خلدون في الجامع الأزهر حلقة تدريس وقد التف حوله الكثير من التلاميذ والمستمعين، بعدها عين كمدرس للفقه المالكي بالمدرسة القمحية، حتى استطاع أن يتولى منصب قاضي قضاة المالكية.



نلاحظ أن حياة ابن خلدون لم تكن حياة عالم روتينية كالكثير من العلماء والمؤرخين وغيرهم الذين تفرغوا منذ صغرهم للعلم والتأليف، ويتضح أن مدة التفرغ للدراسة والتأليف كانت قصيرة ولكنها غنية ومثمرة رغم كل المعوقات والصعوبات التي واجهت هذه الشخصية، ونرى أن الابتلاء والمصائب لم يفارقوه أبدا حتى نهاية حياته.

ابن خلدون.. مؤسس علم التاريخ وعلم الاجتماع !!




من الغريب أن ندعي أن ابن خلدون هو مؤسس لعلم التاريخ وعلم الاجتماع، لان العصور الوسطى لم تتعامل مع التاريخ كعلم، ولم يكن هناك أصلا ما يسمى بعلم الاجتماع، تكوين علمية التاريخ والعلوم الاجتماعية كلها كان نتيجة لتطورات العصر الحديث، بعد النهضات والثورات العلمية، خاصة في القرن التاسع عشر، ويبدو أن الأوربيين هم الذين حددوا وفقا للمعايير والموروثات التاريخية الأوروبية أصل تطور العلوم الاجتماعية والإنسانية، ولكن كان هناك تجاهل لدور ابن خلدون ومساهماته في هذه المجالات، والادعاء أن ابن خلدون لم يتعامل مع التاريخ مثلا كعلم خالص، وهذا صحيح، لكنه وضع أسس علمية منهجية لهذا العلم، ولا نستطيع أن ننسى أن ابن خلدون هو ابن القرن الرابع عشر ميلادي بكل تقييداته وحدوده الحضارية والثقافية.



ما الذي قدمه ابن خلدون : حاول ابن خلدون من خلال مقدمته أن يدرس أحوال المجتمعات الإنسانية وقد استعان في الرجوع إلى التاريخ لخدمة أهدافه وحاول أن يجد تفسيرات علمية وعقلانية للتاريخ وحركته، الأحداث والتطورات التاريخية، تقدم المجتمعات والدول، وتدهورها وسقوطها، لكن ابن خلدون استعمل وسائل واليات نستطيع أن ندعي أنها كانت علمية ومنهجية وليست سطحية أو خرافية.



علم العمران ( علم المجتمعات ) هو احد اكتشافات ابن خلدون، وهو العلم الذي يدرس في ظواهر المجتمعات الإنسانية، العادات والتقاليد، الحكم والأنظمة وتطورها، المظاهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي احد المحاولات الأولى في التاريخ التي تحاول أن تحلل تركيبة المجتمعات أو الحديث عن البعد الاجتماعي في التاريخ، ومثال على ذلك، يحاول ابن خلدون أن يجد العلاقة بين الظروف الطبيعية والبيئية وطبيعة حياة الناس أو سلوكهم وعاداتهم.



علم التاريخ هو احد العلوم التي أبدع فيها ابن خلدون خاصة في مجال فلسفة التاريخ، وقد احدث فيه نقلة نوعية، قام ابن خلدون كمن خلال المقدمة بانتقاد المؤرخين الأوائل أمثال الطبري والمسعودي وغيرهم ونقد منهجية كتاباتهم ووضع مناهج وأصول بحث جديدة في التعامل مع التاريخ، فاظهر إن التاريخ ليس قصصا وروايات تتداول وتتناقل بين الناس بهدف التسلية والترفيه إنما التاريخ هو الماضي الإنساني الغني الذي من خلاله نستطيع إيجاد حلول عملية لمشاكل الحاضر ونستشرف من خلاله دروب المستقبل، ولهذا العلم أصول في التعامل، بعيدة عن السطحية النقلية، التي لا تعرف النقد والتحليل والتمحيص، وبسبب هذه المناهج السابقة وقع كثير من المؤرخين في الأخطاء والمغالطات ولكي يمنع ذلك حدد المعايير والأسس العلمية التي ما زلنا اليوم نتعلمها في الجامعات في أقسام العلوم الإنسانية والاجتماعية.



يضع ابن خلدون قواعد للمنهج العلمي، وأهمها، النقد الباطني للمصادر والمؤلفين، الموضوعية وعدم التعصب في البحث، الإلمام عند المؤرخين بقواعد وأسس المجتمعات وبالعلوم الاجتماعية والإنسانية، الشك في الروايات واستعمال المنطق العقلي كمصدر للمعرفة، وقاعدة مهمة هي السببية أو العلية أي معرفة أسباب الحوادث والظواهر ونتائجها، ويضع ابن خلدون أيضا شروط وقواعد للباحث والمؤرخ كالأمانة والموضوعية والعقلانية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.donyawadine.kalamfikalam.com
 
ابن خلدون... 600 عام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الونشريس للتربية و التعليم :: عمال الثانوية :: متدى مكتبة الثانوية :: شخصيات :: شخصيات وطنية و عالمية-
انتقل الى: