الكنـــــــــــدي

الكنـــــــــــدي

هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي. أبو يوسف ينتهي نسبه إلى ملوك كندة, فهو عربي الأصل, ومن أجل ذلك لقبوه بفيلسوف العرب, واشتهر في بلاد الغرب باسم (الكندوس al kindus) . ولد بالكوفة وكان أبوه إسحاق بن الصباح أميرا عليها للمهدي والرشيد سنة 195هـ. انتقل الكندي إلى بغداد وفيها تأدب وتعلم واشتهر بالفلسفة والطب والموسيقى والهندسة والفلك. قال عنه ابن جلجل في كتابه (طبقات الأطباء والحكماء) : إنه فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة وفي علوم عصره. عاصر عشرة خلفاء من بني العباس, من الأمين إلى المعتمد على الله نال حظوة عند المأمون والمعتصم والواثق, وعلت منزلته عندهم, غير أنه لقي عنتا من المتوكل, فقد وشى به حساده واتهموه بالأخذ بمذهب المعتزلة, فأمر المتوكل بضربه ومصادرة كتبه, ثم تبين له الحق فرضي عنه ووصله ورد إليه كتبه, اهتم الكندي بالرياضيات وذهب فيها مذهب أفلاطون فقال: إن الفلسفة لا تفهم إلا بالرياضيات, والرياضيات تكون بالبراهين لا بالاقتناع الشخصي ولا بالظن, وأخذ من أرسطو التفريق بين العقل الفعال, وهو إلهي والعقل المنفعل وهو إنساني ولا يتخطى القدرة على التفكير, اشتغل بالفلك وقال بفساد التنجيم, ولعله كان أول المؤلفين في الموسيقى, وقد ذكر له ابن النديم في كتابه (الفهرست) سبع رسائل درس فيها الصلة بين الموسيقى, وأنغامها المختلفة وبين تحريك النفس وما يناسب أحوالها, فهناك موسيقى تبعث السرور وأخرى تبعث الطرب, وهناك موسيقى تبعث الحنين والمحبة والذكريات وغير ذلك, وكان يرى أنه من الممكن معالجة الأمراض النفسية بالموسيقى وذلك بعزف الأنغام التي يرتاح إليها المريض أو التي تهيجه أو تهدئه والتي تحركه أو تسكنه, ويبدو أن الكندي كان من أوائل الفلاسفة الذين طبقوا العلاج بالموسيقى على المرضى, وللكندي آثار جغرافية, منها: رسالته في البحار وفي المد والجزر, وله رسالة في أن سطح البحر كروي محدب كسطح اليابسة ورسم المعمور من الأرض, ويرى الكندي أن طبائع المعادن لا يستحيل بعضها إلى بعض, وقد ألف رسالة في بطلان دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة وخداعهم, ثم رسالة في التنبيه على خداع الكيميائيين, وله كتاب يدل على اهتمامه بعلم الكيمياء, منها رسالة في العطر وأنواعه ورسالة فيما يصبغ ويعطي لونا آخر, ورسالة فيما يطرح على الحديد والسيوف حتى لا تتثلم ولا تكل, وكتاب في علم الفلك وكتاب في سير الكواكب ومسائل أخرى كان اليونانيون قد بذلوا الجهد في إيجاد حلول لها كما وضع كتبا في الفلسفة والطب والأدوية وفي الهندسة والموسيقى وغير ذلك. توفي عن 75 عاما وبعض المصادر تجعل وفاته سنة 252هـ.