يشير القرآنالكريم إلى حقيقة علمية لم يعلمها العالم إلا حديثاً فقد ثبت حديثاً أنه لا يتفقنباتان من نوع واحد في صفاتهما كل الاتفاق . وأن أعضاء التأنيث والتذكير لم تعرفعلى وجه القطع واليقين أي مؤخراً ولأول مرة تقسم النباتات بالاستعانة بعددالأسدية كان بعد عام 1729م.
وأن الله جعل من كل الثمرات زوجين اثنين ـ ولولا الزوجان الاثنان ما كان هناك إخصاب ولا ثمار، فالأصل في الإثمار هو وجودالزوجين ، ومن النبات من يحمل أعضاء التذكير على نبات مذكر وأعضاء التأنيث علىنبات مؤنث وتسمى( النباتات ثنائية المسكن ) وذلك مثل النخل .
ومن النبات من يحملكلاً من أعضاء التذكير والتأثيث على نفس النبات ( أحادي مسكن ) كالصنوبر . ووجودالأعضاء المذكرة مع المؤنثة يجعل التكاثر هنا بين النبات ونفسه وهذا يتسبب فيإضعاف النوع وعزل الصفات الوراثية السيئة وتجمعها في نبات واحد.
وهنا تجد عجباً وإعجازاً فنبات الصنوبر يحمل حبوب اللقاح فيمخاريط مذكره، والبويضات توجد في مخاريط مؤنثة، وحتى يكون هنا تلقيح خلطي ولايحدث إخصاب ذاتي من نفس الشجرة، نجد ان المخاريط المؤنثة توجد في أعلى الشجرة، والمخاريط المذكرة أسفل منها حتى إذا خرجت حبوب اللقاح وحملها الهواء وجذبتهاالجاذبية الأرضية فإنها لا تسقط على المخاريط المؤنثة لنفس الشجرة ويحملها الهواءإلى شجرة مجاورة وهكذا تكون هناك فرصة كبيرة للتلقيح الخلطي بالهواء بين شجرة وأخرى، ولو كان الوضع معكوساً بحيث تكون المخاريط المؤنثة أسفل و المذكرة أعلىلسقطت حبوب اللقاح من المخاريط المذكرة على البويضات لنفس الشجرة وكانت نسبةالتلقيح الخلطي قليلة، فتضعف الصفات الوراثية للنوع والجنس، وكأن هذه الشجرةتطبق القاعدة الشرعية الإسلامية التي تقول ( تباعدوا تصحوا) ( وتخيروا لنطفكم فإنالعرق دساس) هل يصبح هناك أدنى شك بأن المبدع والخالق بصير عليم خبير.
وهناك بعض النباتات مثل الذرة تحمل أعضاء التذكير مع أعضاء التأنيث في نفسالزهرة ( خنثى ) وحتى تكون هناك فرصة للتلقيح الخلطي نجد عجباً أن أعضاء التذكيرأقصر من أعضاء التأنيث لنفس السبب السابق . أو نجد أن وقت إنضاج الأعضاء المؤنثةيختلف عن وقت إنضاج أعضائها المذكرة، وهنا تباعد زمني يعطي فرصة للتلقيح الخلطي وحفظ النوع هل رأيتم عظمة مثل هذه العظمة ؟!!!هل رأيتم قدرة مثل هذه القدرة ؟!!!
تنتقل الآيات بنا إلى علم البيئة النباتية فتقرر أن في الأرض قطعاًمتجاورات وجنات وزورعاً كلها تروى بماء واحد هذه تُخرج زروعها طيباً وأخرى نكدةسبخة لا تخرج إلا الخبث، فالتربة أحيانا تكون واحدة والنبات واحد والعناصرالغذائية واحدة والظروف الخارجية ( ضوء ـ حرارة ـ أوكسجين ـ رياح ـ رطوبة ) كلهاواحدة ولكن هذا طعمه مقبول محبب للنفس وذاك ممقوت تعافه النفس والآن يمكن بعمليةالتطعيم أن تحمل شجرة واحدة بأصل واحد تحمل برتقالاً حلو الطعم ونارنج ممقوت الطعمفالشجرة واحدة، والماء واحد وممرات الغذاء ومساراتها واحدة، وهذا برتقال، وذاكنارنج، وآخر ليمون، أليست هذه من قدرة الله الذي قال لنا إن في ذلك لآيات لقوميعقلون .