المساهمات : 558 تاريخ التسجيل : 25/10/2007 الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com
موضوع: تكوين النبات الأحد 27 يناير 2008, 22:45
تكوين النبات
أنزل الله سبحانه وتعالى الماء فأنبت لنا به النبات.
وبعد الإنبات ينمو النبات ويزداد.
وباليخضور ( الكلوروفيل ) ـ وهو المادة الخضراء في النباتات الشائعة ـيثبت النبات الأخضر الطاقة الضوئية ويحولها إلى طاقة كيماوية مخزنة داخل النبات.
وبالنبات الضوئي تتغذى معظم النباتات وتعطي السيقان، والجذور،والأزهار والثمار ( وهذه العلمية تبدو بسيطة ظاهريا فعندما تشرق الشمس علىالأوراق الخضراء يتحول ثاني أوكسيد الكربون والماء إلى سكر أو كربوإيدرات مكافئواكسيجين خالص ولكن هذه العلمية لا تتم بهذه البساطة. وقد كان التمثيل الضوئيمحلاً لدراسة مستفيضة يشتمل قرناً من الزمان تقريباً. وبالرغم من ذلك فإنتفاصيل العمليات الكيماوية التي يشتمل عليها بدأت تنضح مؤخراً. والعامل الرئيسيللتمثيل الضوئي هو اليخضور هذا الجزيئ المعقد المدهش الذي يقوم بدور أساسي في جهازإنزيمي معقد للغاية ومترابط بشكل بديع ) .
وبالجذور ... والسيقان ... والأزهار .. والثمار نفرق بين النباتات الخضراء.
إن هذه الآية الكريمة ـ إلى جانب كونها من دلائل عظمتهسبحانه وتعالى ـ لتتضمن إعجازاً قرآنياً ـ فهي منهج متكامل الكلية للنبات والزراعة، و يظل المرء يتعلم منها طوال الحياة ثم يموت ولا يصل إلى سر هذه الآية وحدها،فهي تشرح المراحل المختلفة في حياة المملكة النباتية، فعند نزول الماء على الأرضيحدث فيها عديد من التغيرات الفيزيقية والكيماوية مما يؤدي إلى أنبات الجراثيم والبذور والدرنات والسيقان الأرضية كله ( أخرجنا به نبات كل شيء ) كل ما ينبت وماهو منتسب إلى النبات سواء كان بذوراً، أو جراثيم أو حويصلات، وأية تراكيب أخرىتنتظر سواء كان بذوراً، أو جراثيم أو حويصلات، وأية تراكيب أخرى تنتظر نزولالماء وكل هذا يحدث في الحال وبالتتابع دون أن يظهر اللون الأخضر سواء كان النباتمتميزاً باليخضور أو بدونه ( نبات كل شيء ) وبدون الحاجة إلى عملية البناء الضوئي، لأن معظم هذه التراكيب والعضيات بها مخزون من الغذاء يغنيها عن التمثيل الضوئيلدرجة أن البذور يمكن أن تنبت مدة طويلة بعيداً عن الضوء وفي غياب اللون الأخضر ولكن لا إنبات بدون ماء حتى ولو توفرت جميع الشروط اللازمة للإنبات ( الحرارية ـالأكسوجين ـ الحيوية ـ نضج البذور ـ تمضية فترة سكون ـ توافر الغذاء ـ وجود العائل .... الخ).
كل شيء ينبت بعد المطر البكتريا ـ الفطريات الطحالب ـالأرشيحونيات ـ النباتات الزهرية حتى جراثيم وحويصلات بعض الديدان والحيوانات ثمبعد ذلك ( فأخرجنا منه خضراً ) ظهرت البادرة الخضراء وتكشفت الأوراق والبراعم واستمر الإمداد بالغذاء وتحث أعجب عملية في الكون وهي عملية البناء الضوئي التيلولاها ما كانت على الأرض حياة ( حيث تشرق الشمس صباحاً ويأتي الظهر فتصبح الأرضساخنة لدرجة عالية قاتلة وإذا أتى الليل ذهبت الحرارة وبردت الأرض ). لولاالنبات وخضرته لملأ ثاني أكسيد الكربون الجو واختلت نسبة الأوكسجين في الكون واختفت الحياة تماماً من على الأرض أنظر إلى كلمة (خضراً) التي هي إشارة رائعة إلىاليخضور و ما هي من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم . وبعد تكوينالخضر تبدأ مرحلة النمو الخضري للنبات بتكون حاملات الأصباغ والبلاستيدات الخضراء، وهذا الاخضرار يترتب عليه عملية التمثيل الضوئي، فيأخذ النبات الماء وثانيأكسيد الكربون يترتب عليه عملية التمثيل الضوئي، فيأخذ النبات الماء وثاني أكسيدالكربون والطاقة الضوئية ليعطي نباتا كاملاً (الطور الخضري) الذي يبدأ في تكشفبراعم الأزهار وتكوين هرمون الإزهار وخروج النورات التي تعطي الحبوب المتراكبة ـوعلميات التصنيف الزهري لا يستطيعون الحكم القطعي على نبات زهري جديد ( نوعه ـجنسه ـ اسمه ) إلا إذا مر بمراحل الإنبات والإخضرار والإزهار والإثمار.
انظر إلى الآية تقول : ( منه خضراً ) وهي تعني أن بعض النباتات بدون يخضوروالبعض ينشأ فيها اليخضور بعد ذلك . ( قال المفسرون فيها الحب المتراكب هو ما ينتجمن نورات القمح والشعير والأرز وهي من النباتات النجيلية التي تعطي نورات ( سنابل ) بها عديد من الأزهار التي تعطي بعد ذلك الحب المتراكب المذكور.
ويضع علماء النبات الأزهار المركبة في عائلة تمسى العائلة المراكبة،ويقولون إن هذه من أفضل الأزهار وأعلاها درجة، لأن الحشرة الواحدة تزور العديد منالأزهار في وقت واحد وهذا يكون واضحاً في زهرة الشمس وقرصها الملئ بالأزهار والتيتعطي البذور في مجموعات متراصة عجيبة الترتيب والتنظيم.
ثم ذكر الآية بعدذلك شجرة من أفضل الأشجار، شجرة من الجنة، هي النخلة فهي من النباتات عظيمةالفائدة وقد يزرع الكثير منه للزينة وهو ذو أوراق تشبه السمكة مثل جوز الهند، ومنها ما هو رمحي الأوراق لأن أوراقه تشبه راحة اليد، وبعضها له ساق سميكة وآخر لهساق رفيعة.
كتب قيصر الروم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أما بعد فإنرسلي أخبرتني أن قبلكم شجرة تخرج مثل أذن الفيلة، ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ثمتخضر كالزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تنضج فتكون كأطيب فالوذجأكل، ثم تينع وتيبس فتكون عصمةً للمقيم وزاداً للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتفإنها من شجر الجنة.
فكتب إليه عمر :
بسم الله الرحمن الرحيم، منعبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر الروم السلام على من أتبع الهدى، أما بعد،فإن رسلك قد صدقتك وإنها الشجرة التي أنبتها الله ـ عز وجل ـ على مريم حين نفستبعيسى، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله.
ثم يذكر بعد ذلكالرمان والزيتون، ويقول المفسرون متشابها في الورق مختلفاً في الثمر، وفعلاًالزيتون والرمان لهما أوراق بسيطة رمحية الشكل متقابلة، وأشجار الزيتون تعمرأكثر من ألفي سنة وتعطي الزيتون الذي يؤخذ منه زيت الزيتون ويؤكل مخللاً.