المساهمات : 558 تاريخ التسجيل : 25/10/2007 الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com
موضوع: ليس الذكر كالأنثى الأحد 27 يناير 2008, 23:38
ليس الذكر كالأنثى
يصعب في جميع الكائناتالحية التمييز بين الذكر والأنثى بالشكل الظاهر، فغالباً ما تتشابه الذكور معالإناث تشابها يكاد يكون تاماً بحيث لا يمكن التفريق بينها إلا عن طريق الفحصالدقيق، فيما عدا الإنسان إذ يختلف الذكر عن الأنثى في الشكل الظاهري اختلافاًكبيراً بحيث يتبين الإنسان الذكر وتعرف الأنثى من النظرة العابرة السريعة .. ولايختلف الرجل عن المرأة في الشكل الخارجي فقط ولا في التركيب الداخلي علاوة علىالمظهر الخارجي فقط وإنما أثبتت الدراسات العلمية اختلاف الرجل عن المرأة اختلافاًكبيراً في كل ناحية من النواحي و في مختلف المناشط وذلك بالرغم من أن النطفة التييتكون منها جنين الذكر تشابه وتماثل النطفة التي يتكون منها جنين الأنثى في سبعة وأربعين كروموزم أو صبغي ولا تختلف النطفتان إلا في كرومزوم واحد أو صبغية واحدة ... هذا الجزء من ثمانية وأربعين جزءاً الذي يختلف فيه الذكر عن الأنثى يسبباختلافاً كبيراً وشاسعاً وعميقاً بين الذكر والأنثى في الشكل الظاهري والتركيبالداخلي والعوامل السيكولوجية.
فلقد أثبت الدراسات التشريحية في علموظائف الأعضاء التناسلية أنها لا تقتصر وظيفتها على التناسل وإنما هي تفرز افرازاتخاصة بكل جنس وتؤثر تأثيراً مباشراً على كافة أوجه النشاط الفسيولوجي والروحي، ولقد أثبتت التجارب العلمية أن إزالة الخصى من ذكور أي صنف من الكائنات الحية يقللمن نشاط الكائن ويزيل من صفاته كل ما يتميز به كذكر .. فالثور الذي يخصى تتولد فيهصفات البلادة بدل النشاط والهدوء بدلاً من العنف والاستكانة بدلاً من الوحشية،كما أثبتت أن المبيض للأنثى له أثر مماثل لتأثير الخصى في الذكر فإن إيقاف عمليهيغير من صفات الأنثى تغييراً كاملاً لتأثير فكلا الجهازين يؤثران تأثيرا مباشراً فيحياة الغدد .. وأثبت العلم أن المبيض لا يعمل إلا خلال جزء من حياة الأنثى فإذاوصلت إلى سن اليأس بطل عمل المبيض بينما الخصية تظل عاملة إلى مدة طويلة .. وبذلكفإن المرأة تحرم من إفرازاتها قبل الرجل بمدة أطول وهذا من أوجه الاختلاف بينالذكر والأنثى .
ويزيد العلامة الدكتور الكسيس كاريل على ذلك إذ يقول(ولا ترجع الفوارق القائمة بين الرجل والمرأة إلى اختلاف شكل الأعضاء التناسليةعند كل مهما كشكل الرحم ونمو الثديين وغير ذلك فحسب ، وإنما ترجع إلى سبب أعمقكثيراً وهو غمر الكيان العضوي كله بمواد كيمائية تنتجها الغدد التناسلية التيتختلف طبيعتها وتركيبها وخواصها في الذكر عن الأنثى . والواقع أن المرأة تختلف عنالرجل جد الاختلاف، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها وهذا أيضاً شأنأجهزتها العضوية وعلى الأخص جهازها العصبي ... وأن دور الرجل في علمية التكاثردور قصير الأجل ومحدود جداً بينما دور المرأة يطول إلى تسعة أشهر تخضع فيها المرأةإلى هذا الكائن الجيني فتظل حالتها الفسيولوجية دائمة التأثر به والإناث لا تبلغتمام نموها إلا بعد أن تحمل مرة أو أكثر فإذا لم تلد تصبح أقل اتزانا وأكثر عصبية ).
ويقول الدكتور تيودر وايك ( لقد مارست التحليل النفسي خمساً وأربعينسنة وأظن أنني يمكنني أن أقرر فيم يختلف الرجل و النساء ... إن عواطف الغيرة فيالمرأة أكبر مما هي في الرجل، وقد يعتقد البعض أن الغيرة قد لا تكون شيئاً هاماًبحيث يلتفت إليه، ولكن ثبت أن الغيرة تصحبها انفعالات قاسية وتغييرات نفسية وجسدية معاً مما يؤدي تأثيراً مباشراً على اتزان الفكر ودقة الحكم، وفي حالةالتكاثر يستمر الأمر بالنسبة للمرأة لمدة طويلة تبلغ تسعة أشهر في أثنائها تكونعواطفها موزعة بين جنينها وبين باقي الأفراد الذين تمارس معهم شؤون الحياة ... كمااثبت التحليل النفسي أن الرجال أكثر استعداداً للاعتراف بالأخطاء من النساء ... والاعتراف بالخطأ له تأثيره الكبير في خطة العمل في الحياة .
ولا يقتصرالاختلاف بين الذكر والأنثى في ذلك فقط بل إنه يتعدى ذلك إلى السلوك في العمل فقدأثبتت التجربة لاسيما أخيراً بعد أن شاركت المرأة بنصيب كبير في العمل أن هناك منالأعمال ما تجيده المرأة عن الرجل خصوصاً تلك التي تحتاج إلى صبر ووقت طويل وهناكمن الأعمال مالا تستطيع المرأة وإن قامت بها كان إنتاجها فيها أقل من الرجل .
أما الشكل الخارجي فاعتقد أن المرأة تختلف فيه عن الرجل اختلافاً كبيراًووضحاً وجلياً بالرغم من أن الأجهزة الظاهرة للرجل هي التي للأنثى . فأجهزة السمعوالبصر والأذن واليد والأرجل بالرغم من اتفاقها في الرجل مع الأنثى فما ابعدالفرق ظاهرياً بينهما .. بل والشعر وطبيعته يختلفان في المرأة عن الرجل.
وهكذا مهما توغلنا في البحث وجدنا الاختلاف الشديد بين الرجل والمرأة فيالشكل الظاهري والتركيب الداخلي العملي والطاقة الإنتاجية .. وكل ما وصل إليهالعلم أخيراً في ذلك سبق به القرآن الكريم إذ تقول الآية الشريفة ( وليس الذكركالأنثى ) صدق الله العظيم {سورة آل عمران 36}.