الونشريس للتربية و التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الونشريس للتربية و التعليم


 
الرئيسية10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أماني بوش.. المستحيلة!02/02/2008

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dali
عضو متميز
عضو متميز
dali


المساهمات : 545
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

أماني بوش.. المستحيلة!02/02/2008 Empty
مُساهمةموضوع: أماني بوش.. المستحيلة!02/02/2008   أماني بوش.. المستحيلة!02/02/2008 Icon_minitimeالسبت 02 فبراير 2008, 12:59

في خطاب الرئيس جورج بوش المسمى حالة الاتحاد وهو خطاب سنوي يلقيه الرئيس الأمريكي أمام الكونجرس لشرح سياساته الداخلية والخارجية في العالم الحالي، وهو هذه المرة العام الأخير لولاية جورج بوش الثانية والأخيرة في الرئاسة الأمريكية قال الرئيس جورج بوش بالحرف الواحد مخاطبًا الفلسطينيين في قطاع غزة: انظروا ماذا جلبت حماس لكم، إنها لم تجلب لكم إلا البؤس. وهو كلام فيه تحريض واضح على حماس وفي الإطار نفسه أنه ملتزم بالعمل على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية ولايته آخر هذا العام، وأنه ملتزم بإقامة الدولة الفلسطينية التي ستعيش إلى جانب إسرائيل في سلام، ويمكننا أن نحدد من ثم سياسة الولايات المتحدة في العام المتبقي من ولاية جورج بوش، وهي بالمناسبة سياسة غير واقعية أو كاذبة وتختلف عن سياسة إسرائيل شيئًا ما، ولكنها أكثر خطورة ودموية؛ فالرئيس الأمريكي جورج بوش يريد أن ينجز أي شيء قبل نهاية ولايته، أما إسرائيل فهي ليست في عجلة من أمرها في هذا الصدر، كما أن التفاعلات السياسية في إسرائيل لا تسمح بالمضي قدمًا في هذا الاتجاه بالإضافة إلى أن الأولوية الأولى لجورج بوش وإدارته هي القضاء على ما يسمى الإرهاب الإسلامي، وحماس على رأس هذه القوى التي يعتبرها جورج بوش إرهابية، أما إسرائيل فإن موضوع القضاء على الإرهاب ليس على رأس أولوياتها، اللهم إلا في إطار دفع الولايات المتحدة وأوروبا لخوض معارك إسرائيل أصلاً وتحسين ظروفها الأمنية والسياسية.
الرئيس الأمريكي جورج بوش لا يريد إلا القضاء على حماس أما إسرائيل فهي تريد القضاء على حماس وعلى فتح وعلى كل القوى الفلسطينية بلا استثناء. وفي هذا الإطار فإن إسرائيل لا تستهدف القضاء على حماس تمامًا حتى لا تفتح الباب لانفراد فتح بالقرار، ومن ثم تكون مضطرة إلى تقديم تنازلات ليست قادرة عليها بحكم طبيعة تكوينها وبحكم التركيبة السياسية الإسرائيلية المعقدة أنَّها تريد استمرار الانفصال بين غزة والضفة، وتريد فقط منع حماس من إطلاق صواريخ القسام على مستعمرة سيديروت أو غيرها، ويمكننا فهم الخلاف هنا بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
الرئيس بوش في نفس الإطار يريد إقامة دولة فلسطينية بعد القضاء على حماس بجانب إسرائيل، وإسرائيل تدرك أن ذلك مازال صعبًا؛ لأن هناك الجدار العازل وهناك المستوطنات التي يعترف بها جورج بوش نفسه، وبالتالي فإن إقامة دولة فلسطينية شبه مستحيل، اللهم إلا إذا كانت مجرد كانتون فلسطيني على بعض أراضي الضفة وغزة، بعد أن اقتطعت المستوطنات والجدار وما سيقتطعه حاجات الأمن الإسرائيلي من أراضي الضفة تحديدًا، وبالتالي فلا يمكن بسهولة إقناع أي فلسطيني من فتح أو حماس أو غيرهما بهذا الحل.
الرئيس جورج بوش يريد دولة يهودية خالصة على أساس مفاهيم الإنجيلية الأصولية وفي إطار تفسير سلفي إنجيلي معين، وهذا يبين طرد عرب 1948 من أراضي الدولة الفلسطينية المُزْمع إقامتها، وتصفية قضية اللاجئين، وإعطاء القدس لإسرائيل؛ لأن جورج بوش يؤمن عقائديًا بأن ذلك ضروري لتحقيق النبوة الإنجيلية التي يؤمن بها، أما إسرائيل فإنها وإن كانت ترحب بذلك إلا أنها تراه أمرًا غير واقعي تمامًا، وتكتنفه مخاطر انفجار فلسطيني قاتل يطيح بالمعتدلين الفلسطينيين ويسفر عن حركات ومنظمات أسوأ لها ألف مرة من حماس.
وهكذا فإن إسرائيل عندما استمعت إلى جورج بوش في زيارته الأخيرة للمنطقة، والتي ركّز فيها على ضرورة القضاء التام على حماس فإنها نفذت النصيحة في إطار ما تراه مصلحة لها أولاً وليس مصلحة للولايات المتحدة أو رؤية جورج بوش تحديدًا، وتعتمد إسرائيل في ذلك على امتصاص الضغط وتضييع الوقت بانتظار استلام إدارة جديدة للرئاسة في أمريكا تكون أكثر واقعية من إدارة جورج بوش الأصولية، إذن إسرائيل تستفيد من أصولية جورج بوش وإدارة جديدة للرئاسة في أمريكا تكون أكثر واقعية من إدارة جورج بوش الأصولية، إذن إسرائيل تستفيد من أصولية جورج بوش وإدارته في إطار معين وتعمل ما فيه مصلحتها هي في النهاية أو ما تراه واقعيًا وعمليًا، فهي أدرى بتعقيدات الموضوع من جورج بوش وإدارته، وفي هذا الصدد فإن إسرائيل تسعى إلى تصدير مشكلة غزة إلى مصر، ومن الطبيعي أن الضغط على أهالي غزة يعني انفجارًا في اتجاه أضعف النقط، وهي هنا معبر رفح باتجاه مصر. ومن الطبيعي أنه لأسباب إنسانية وعربية وإسلامية، فإن مصر لم تكن تملك إلا فتح الحدود، رغم ما يترتب على ذلك من تعقيدات أمنية لمصر، ولعل مصر أدركت أن توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي علق البعض عليها الآمال بالتخلّص من العبء الفلسطيني لم يعفِ مصر من هذا العبء، وأن الموضوع الفلسطيني عمومًا والغزاوي خصوصًا جزء من أمن مصر القومي، ولن يصبح خارج السياق يومًا؛ لأسباب التاريخ والجغرافيا، وإذا كان من الممكن تجاهل التاريخ، فإنه لا يمكن تجاهل الجغرافيا، خاصة أن هناك مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ومن ثم سيطرة إسرائيل على ما تشاء من أراضي الضفة وغزة ، فلا تصبح تحت ضغط حلّ الدولتين الذي تتبناه الولايات المتحدة.
ولعلّ من الضروري الآن إعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد أو حتى إعادة النظر في كيفية فهمها والتعامل معها وفق تلك الحقائق التي كشفت عنها أزمة غزة، ومن الضروري هنا أن نشير إلى أن الالتزام المصري بفلسطين وأهل فلسطين عمومًا, وأهل غزة خصوصًا، هو قدر لا فكاك منه؛ لأنه حين لا تتحرك أمريكا وأوروبا والعالم ومجلس الأمن عندما يجوع أهالي غزة ويعطشون وتظلم منازلهم وتتعطل مستشفياتهم، وتغرق شوارعهم في المجاري ويموتون بالقنابل الصهيونية تحت سمع العالم وبصره، إلا أن المسئولية العربية والإسلامية والإنسانية ستقع على مصر مباشرة, أي حكومة مصرية لأسباب شعبية وأسباب تتصل بالأمن القومي المصري ستصبح غير قادرة على تجاهل الموضوع، ومن الضروري هنا أن نشير إلى أن ما حدث في غزة تحت سمع وبصر العالم أثبت أو كشف أننا في عالم ظالم منافق وأن حديث أوروبا وأمريكا عن حقوق الإنسان هو مجرد كذب ونفاق.
الرئيس جورج بوش إذن يضع أولوياته على أساس القضاء على الإرهاب أولاً، ومن ثم فإن هدف تصفية حماس هو هدف أمريكي أولاً. وكذا القضاء على حزب الله وعلى الجهاد الفلسطيني وعلى من يسميهم جورج بوش المتشددين في إيران والقضاء على المقاومة العراقية والأفغانية والقاعدة وطالبان...إلخ، وبديهي أن الفشل الذي يعاني منه جورج بوش في أفغانستان والعراق ولبنان والملف النووي الإيراني حتى الآن يجعله يصرّ على دفع إسرائيل لتصفية حماس، فهذه من وجهة نظره أمر ممكن ومتاح وبدون إرسال جنود أمريكيين إلى هناك. وبالتالي فهو هدف متاح يستطيع أن يخرج من البيت الأبيض في نهاية العام وهو يقول لقد حققت شيئًا من أهدافي بالقضاء على الإرهاب متمثلاً في القضاء وتصفية منظمة حماس... ولكن الله غالب على أمره وربما تخرج حماس من هذه الأزمة أكثر قوة وأشد إيماناً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أماني بوش.. المستحيلة!02/02/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الونشريس للتربية و التعليم :: عمال الثانوية :: متدى مكتبة الثانوية :: متفرقات-
انتقل الى: