الونشريس للتربية و التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الونشريس للتربية و التعليم


 
الرئيسية10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوحيد والتوكل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريان66
عضو نشط
عضو نشط
ريان66


المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

التوحيد والتوكل Empty
مُساهمةموضوع: التوحيد والتوكل   التوحيد والتوكل Icon_minitimeالأربعاء 07 نوفمبر 2007, 20:33

بسم الله الرحمن الرحيم


· يقرن الامام الغزالي التوحيد بالتوكل في القسم المخصص للتوكل من كتابه احياء علوم الدين. وليس ذلك بغير داع. فالا عتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى يقودنا إلى القول بانه الخالق على الاطلاق والرازق على الاطلاق والنافع والضارعلى الاطلاق وهكذا تكون الاستعانة بالله من تمام العبادة بل انها قرينتها(اياك نصبر واياك نستعين) بما يتضمنه تقديم اياك من معاني الحصر والاستغراق.بل الامر لا يبقى على هذه الدرجة من الوضوح اذا تجاوزنا مجال النظرالمجرد إلى عملية المعالجة المتعددة الوجوه.

· هنا تبرز عند الغزالي ثلاثة مسائل رئيسية

المسالة الاولى

تتركز في البعد الزهدي لقضية التوكل وهو يكثر في هذا المجال من القصص الصوفي ومن عبارات الصالحين المغرقة في الالحاح على الاعتماد على الله سبحانه وتعالى وحده وقطع الاسباب.وهو يرجع رجعا كاملا في ذلك إلى ابي طالب المكي في كتابه قوت القلوب.وفي باب التوكل من الكتاب بالذات. والمكي صوفي سالمي ليس للدنيا عنده قوانينها الخاصة وسننها المعروفة بل ان(عين الجود) الالهي هي التي تهب وتمنع تبعا للمقامات والاحوال المتصلة بالقرب والتوكل والتفويض. ولا شك ان المسالة صحيحة وواضحةفي اصلها على ما ذكرنافي السطور الاولى.اذ مادام الله سبحانه هو النافع والضار على الحقيقةفلم التوسل بالاسباب العادية التي قد تحد من مسالة التوكل او تتناول فلسفتها والتي توصل إلى الاغراض القريبة في الدنيا في العادةليست شيئا في الحقيقة. ذلك انه يمكن الاستغناء عنها بالعودة إلى الله مباشرة.وقد فعل ذلك اوف من العارفين عبر التاريخ الإسلامي ونقل عنهم مايدهش من الكرامات ونفحات تخترق قوانين الاسباب العادة. لكن التوكل بهذا الشكل يبقى مسالة فردية . انه يمكن ان يسود في فلسفته الكبرى فكر الامة اوجماعة بيد ان حمله في التطبيق ثقيل ويعطل الارادة البشرية العاديةوقد يحول دون الوصول إلى الامة نفسها إلى مايريد لها الله ورسوله. ويضاف إلى ذلك ان فكر الصوفية التوكلي ليس اتجاها واحد فيما بينهم وهم من ناحية اخرى لم يكونوا كثرة كاثرة بين ابناء الامة عبر التاريخ الإسلامي



المسالة الثانية



المسالة الثانية التي تتصل بالبعد الكلامي الفلسفي لقضية التوحيد والتوكل. فمن المعروف ان الامام الغزالي اشتبك مع الفلاسفة بالذات وفي مسالة تتصل بهذه ورد عليهم في مقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة والمنقض من الضلال لقد قال الغزالي ان فلسفة الاسلام (الفرابي وابن سينا على الخصوص) ذهبوا متاثرين في ذلك بالفلاسفة الطبيعيين الاغريق الدهريين_ إلا ان هناك علاقة عضويةعقلية بين العلة والمعلول. وهكذا فانه في عالم الاسباب والمسببات(عالمنا هذا على الاقل ليس الله سبحانه اثر ظاهر. بيد ان هذا الاتجاه فيما يراه الغزالي لا يعادي النظرة الإسلامية فقط بل النظرة العقلية المتبصرة. فنحن نرى ان المسبب يختلف احيانا عن السبب كما تتخلف العلة عن المعلول. ثم ان الامر غير منضبط تماما في الطبيعة والفكر على حد سواء. فليس هناك في الحقيقة سبب ظاهر واحد ينتج مسببات ظاهرة بشكل تلقائي. هناك مجموعة من الظواهر تتلاقى وتاتلف بنسب معينة فتنتج مسببات وظواهر متنوعةفي العادة.ان هناك اقترانا عاديا غير عضوي وغير ملزم عقليا بين مايعتقده في العادة سببا او علة وما يعتقده في العادة مسببا او معلولا.. وراي الغزاليهذ له مؤيدات وشواهد موجودة وان لم تكن ضرورة وانه في الاحوال العادية لا بد من اقتران بضعة ظواهر لتحدث ظواهر اخرى عنها . ويتنافي اتجاه الغزالى الفكري والكلامي هنا والاتجاه السابق الذي تابع فيه ابي طالب المكي وبعض المتصوفة الاخرين والذي ينفي كل سبب ويعتبره وهما من الاوهام



المسالة الثالثة



تتصل بالبعد الفقهي للمسالة او البعد اليومي المعاش. فالقران الكريم يذكر ان للكون سننا يسير عليها بامر الله وللمجتمعات في تطورها كذلك سنن. وهكذا فان القول بقوانين فزيائية واخرى فكرية او تطورية للكون لا يتنافي والايمان بوحدانية الله سبحانه وكلية قدرته. وتفرده بالخلق والتسبيب . دلك ان الله سبحانه هو الذي خلق هذه السنن والقوانبن وهو الذي يستطيع ان يبطلهامتى اراد لكن يمكن للحيات البشرية التي يريدها الله ان تستمر طماننا عز وجل إلى ان سنن الكون والحيات البشرية لن يطرئ عليها تغيروفي العادة إلا عندما تقوم الساعة وتبدل الارض غير الارض والسموات. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الله ورسوله امر المؤمنين بالعمل في الارض التي استخلفوا فيها واصلاحها وذكر القران بصراحة ان الارض يرثها عباد الله الصالحون أي المصلحون. وفي الاثار النبوية ما يحث على العمل ويهاجم غير العاملين بحجة التوكل.بل الغزالي نفسه يحمل اولائك الذين لا يعملون بحجة ان الاقلام جرت والصحف جفت. واولئك الذين لا يعملون بحجة قربهم من الله سبحانه وقطعهم للاسباب وهو يتابع في ذللك وبالالفاض احيانا الحارث المحاسبي الذي الف كتاب المكاسب ....



اخيرا نقول انه قد تنازعت لدى الغزالي ثلاث اتجاهات او ثلاث مدارس فكرية....

مدرسة الفقهاء وهي مدرسة العاملين في الدنيا الذين يعتقدون ان العمل الصالح فيها هو الطريق إلى الله ومدرسة المتكلمين الذين يرون ان القول بالسبب العادي لاينافي التوكل ومدرسة المتصوفة الذين لا يرون غير التوكل.وهو في جهده الدؤوب لاحياء علوم الدين عن طريق تخلصها من تفاصيل الفقهاء وجدل المتكلمين يشتط احيانا في الميل إلى اهل الذوق والروح. لكنه يضل على وعي دائما بخطورة الاتجاه الصوفي الغالب على حياة الامة والافراد. ومع انه نافع كثيراعن القول بالاسباب العادية. فالذي يبدوا من بابه هذا في التوكل انه يميل إلى مزج توكيليته الصوفية بالتجهات الفقهاء العمليه .......



............... نقلا عن الدكتور رضوان السيد من كتاب التوحيد والتوكل بتصرف..........



........................................ ريان 66...........................

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطائر الجريح
عضو متميز
عضو متميز
الطائر الجريح


المساهمات : 724
تاريخ التسجيل : 21/11/2007
العمر : 38

التوحيد والتوكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوحيد والتوكل   التوحيد والتوكل Icon_minitimeالجمعة 23 نوفمبر 2007, 01:35

مشكور ..مواضيع جيدة..لا تحرمنا من جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوحيد والتوكل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الونشريس للتربية و التعليم :: المنتديات العامة :: ملتقى الاسلاميات-
انتقل الى: