المساهمات : 558 تاريخ التسجيل : 25/10/2007 الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com
موضوع: اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية الإثنين 18 فبراير 2008, 00:51
اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية:الإنـتاج والمـشاكل
مقدمة: الولايات المتحدة هي أكبر قوة اقتصادية في العالم نتيجة: الظروف الطبيعية والبشرية الملائمة وأهمية التنظيم الرأسمالي. واهم القطاعات الاقتصادية قطاع الخدمات ويشغل 70,3% من اليد العاملة، يليه قطاع الصناعة 27% ثم قطاع الفلاحة 2,7%، لكنها أقوى فلاحة في العالم.
ورغم اهمية الاقتصاد الأمريكي فإنه يعاني عدة مشاكل.
تعـد الفـلاحة الأمـريكـية أقـوى فـلاحـة في الـعالـم
1: الظروف المساعدة:
منها الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، مما أدى على ارتفاع نسبة الأراضي المستغلة فلاحيا 47% من مجموع المساحة، مع اختلاف حجم الاستغلاليات. ومنها البشرية كاستعمال أساليب وتقنيات حديثة والتخلي عن الزراعة الوحيدة الانتاج وتطبيق نتائج البحث العلمي واختيار البذور والمواشي ذات إنتاج مرتفع واستعمال الآلة (2/1 جرارات العالم ) والسقي واستعمال الأسمدة ومبيدات الحشرات والنباتات الطفيلية. إضافة إلى ظاهرة التركيز الرأسمالي؛ فالاستغلاليات الرأسمالية تمثل 4,4 % من مجموع الاستغلاليات، وتقدم أزيد من نصف الانتاج الفلاحي الأمريكي. وتستغلها شركات عائلية أو مجهولة الاسم، مما يبرز تداخل الفلاحة مع القطاعات الأخرى.
2: الانتاج الفلاحي: وافر ومتنوع وموجه للتصدير.
أ : الانتاج الزراعي:
أغلبه يأتي من السهول الوسطى. وأهم المنتجات الفلاحية:القمح 63م طن(م2 ) ويتم إنتاجه في النطاق الربيعي مع إدخال الشعير والشمندر، وفي النطاق الشتوي مع إدخال السرغو. الذرة 254م طن وتزرع في نطاق الذرة مع إدخال مزروعات أخرى مثل الصوجا. الشعير8,1م طن ويزرع في نطاق القمح. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الصوجا والتبغ والخضر والفواكه، والمرتبة الثانية في إنتاج القطن والثالثة في إنتاج الشمندر السكري.
ب: الانتاج الحيواني:
يساهم بنصف مداخيل الفلاحة، يخضع لأساليب عصرية، يمتاز بالكثافة: الأبقار101,7م راس، الخنازير 56,7م رأس، الأغنام 11م رأس. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الدواجن والرابعة في الصيد البحري.
وانطلاقا من هذه الأرقام تعد الولايات المتحدة أكبر منتج ومصدر للمواد الفلاحية؛ فهي تراقب الأسواق العالمية انطلاقا من بورصاتها المتخصصة بمدينة شيكاغو. وصادف ذلك حدوث عجز غذائي في أغلب دول العالم، مما يفسر الهيمنة الأمريكية.
3: مشاكل الفلاحة الأمريكية: متعددة وأهمها: تضخم فائض الانتاج بسبب ارتفاع الانتاج أكثر من حاجيات الأسواق الداخلية، و صعوبة التصدير بفعل ارتفاع قيمة الدولار وحصول بعض الدول الزبونة على الاكتفاء الذاتي والمنافسة من طرف الاتحاد الأوربي وكندا وأستراليا والأرجنتين. ولمواجهة التضخم تشجع الدولة على الاستهلاك الداخلي والتصدير بأسعار تقل عن أسعار الأسواق الداخلية، ومساعدة الفلاحين الذين يحددون الانتاج. كما تعاني الفلاحة الأمريكية من مشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية. وكذلك استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بسبب السقي وتلوثها بفعل كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية. وتدخلت الدولة وأحدثت مصلحة خاصة للمحافظة على التربة ، وتشجع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتها. ورغم هذه المشاكل تبقى الفلاحة الأمريكية أقوى فلاحة في العالم، رغم ضعف مساهمتها في الناتج الوطني الاجمالي 2,1%.
تعـتـبر الصـناعة الأمـريكـية أقـوى صناعـة في الـعالم
تتميز الصناعة الأمريكية بوفرة الإنتاج وتنوعه. وترتكز على وفرة المعادن ومصادر الطاقة والتنظيم المحكم المعتمد على التركيز الرأسمالي وتطور المستوى التقني.
1 : مصادر الطاقة والمواد الأولية:
متنوعة وهامة وأهمها الفحم الحجري حيث تتوفر الولايات المتحدة على3/1 احتياطي العالم. وبلغ إنتاجه 833م طن(م2) وأهم مناطق استخراجه جبال الأبلاش التي تقدم ثلثي الإنتاج، إضافة إلى المناجم الوسطى والغربية بجبال الروكي. وبلغ إنتاج البترول 388م طن والغاز الطبيعي 539 مليار م3. وتحتل الولايات المتحدة في كل منهما المرتبة الثانية. واهم الحقول توجد في التكساس وخليج المكسيك وكاليفورنيا وأوكلاهوما. لكن الاستهلاك الكبير للبترول يحتم الاستيراد خاصة من فنزويلا والشرق الأوسط. وتهيمن على أسواق البترول شركات كبرى مثل موبيل وال وطيكساكو وكولف وال وستندار وال. وتنتج الولايات المتحدة حوالي 4/1 إنتاج العالم من الطاقة الكهربائية: 3348 مليار كوس، أغلبها حرارية والباقي مولد بالطاقة المائية والنووية.
وبالنسبة للمواد الأولية فهي متنوعة، ولا تسد حاجيات الصناعة الأمريكية رغم وفرتها. وأهمها الحديد36م طن ويتم استخراجه قرب البحيرات الكبرى وجبال الروكي. ويتم استيراده من كندا وفنزويلا وليبيريا. البوكسيت 500 ألف طن ويستخرج من ولاية الأركنساس، ويتم استيراد 80% من الحاجيات من أستراليا وغينيا وجاميكا . النحاس(م2) ويستخرج من منطقة البحيرات وأريزونا ويوطاه، وتستورد 13% من الحاجيات من كندا والشيلي وزامبيا. وبلغ إنتاج الفوسفاط 45,6 م طن، المرتبة 1 في العالم، أغلبه يستخرج من ولاية فلوريدا. وتتوفر البلاد على معادن أخرى متنوعة كالذهب والرصاص(م2) والفضة والأورانيوم(م3) والزنك(م5) وغيرها.
ورغم كون الولايات المتحدة قوة معدنية، فإنها تنهج سياسة الحفاظ على مدخراتها من المعادن وتستورد أغلب حاجياتها من الخارج.
2: الإنتاج الصناعي:
يتميز بتفوق الصناعة الثقيلة والتطور المستمر للصناعات الخفيفة. وأهم الصناعات الأساسية( الثقيلة) صناعة الصلب(م3) وأهم مناطق إنتاجه منطقة البحيرات الكبرى والجنوب والغرب. وتحتكره شركة صلب بيت لحم( beth lehem steel) وشركة صلب الولايات المتحدة (united steel) ، ثم صناعة الألمنيوم(م1) وتتركز في مناطق إنتاج الكهرباء. وتعتبرالصناعات الكيماوية الأساسية من أهم الصناعات الأمريكية حيث تبلغ طاقة تكرير البترول أزيد من 20% من الطاقة العالمية. و بالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في جل الصناعات المعدنية الخفيفة حيث تنتج 80% من العقول الاليكترونية و50% من السيارات والجرارات على المستوى العالمي. كما تحتل الصف الأول في ميدان الطيران وغزو الفضاء. وكذلك في النسيج الطبيعي والاصطناعي. كما تتوفر على صناعات غذائية متعددة وصناعة ورقية وسينمائية.
3: التوزيع الجغرافي للصناعة:
تتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية وهي:
· الشمال الشرقي: ويضم منطقتين هامتين هما : منطقة المغالوبوليس الممتدة على الساحل الشمالي الشرقي من بوسطن إلى واشنطن، وأهم مراكزها الصناعية نيويورك. ثم منطقة البحيرات الكبرى وأهم مراكزها الصناعية شيكاغو. ويعد الشمال الشرقي أقوى منطقة صناعية في العالم، حيث تتجمع مختلف الصناعات المعدنية والكيماوية الأساسية والخفيفة والصناعات ذات التكنولوجيا العالية . ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل طبيعية وبشرية وتاريخية؛ كتوفر المواد الأولية ومصادر الطاقة وسهولة المواصلات ، وتركز السكان والشركات المالية والصناعية، وكذلك لكون هذه المنطقة مهد الثورة الصناعية بالولايات المتحدة.
· الجنوب: إعتمد تصنيعه على القطن في القديم وعلى البترول حديثا، وعلى الرساميل المتوفرة واليد العاملة. وأهم الصناعات بالجنوب: النسيج والصناعة البتروكيماوية والفضائية.
· الساحل الغربي: ترتكز صناعته على الطاقة الكهرمائية في الشمال وعلى البترول في الجنوب. وأهم صناعات هذه المنطقة: الصلب والأليمنيوم والميكانيكية وتكرير البترول وصناعة الطائرات( بوينغ بمدينة سياتل)، بالإضافة إلى الصناعة السينمائية والورقية والغذائية.
4: مشاكل الصناعة الأمريكية:
متعددة وأهمها تضخم فائض الإنتاج الصناعي والنافسة الأجنبية خاصة من طرف اليابان والاتحاد الأوربي في مجال صناعة الصلب والسفن والسيارات والصناعة الإليكترونية الدقيقة والنسيج. وأصبحت المصنوعات الأجنبية تغزو الأسواق الأمريكية. وتعاني الصناعة الأمريكية من تراجع الثروات الوطنية، مما يدفعها على المزيد من الاستيراد. كما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما دفع الدولة إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من حدته بفرض التزامات تقنية ومالية تخصص لمحاربة التلوث.
تعتمد على شبكة هامة من طرق المواصلات المختلفة منها: السكك الحديدية 420 ألف كلم(3/1 الشبكة العلمية). الطرق المعبدة + 6 م كلم، وتبرز أهميتها من خلال معدل السيارات الخاصة بالبلاد (سيارة لكل مواطنين) إضافة إلى السيارات العمومية والشاحنات والحافلات. وتتوفر البلاد على شبكة من الطرق النهرية خاصة في الشمال الشرقي، والمتمثلة في البحيرات الخمس المتصلة بقنوات ملاحية مع نهر سان لوران ونهر هودسون. بالإضافة إلى نهر الميسيسيبي ورافده الميسوري. وتتجلى أهمية المطارات في عدد الطائرات الخاصة الذي يفوق عدد طائرات شركات النقل الجوي. تضاف على هذه الطرق شبكة من الأنابيب تنقل البترول والغاز الطبيعي بين مناطق الإنتاج والتكرير والتخزين.
وتتجلى أهمية التجارة الداخلية الأمريكية في كون المجتمع الأمريكي مجتمعا استهلاكيا سواء على مستوى الأفراد لارتفاع مستوى العيش، أو على مستوى الدولة التي تشجع على الاستهلاك بالزيادة في نفقاتها المختلفة.
2 – التجارة الخارجية:
تعتمد على الواصلات الجوية وخاصة البحرية، حيث تتوفر البلاد على موانئ كبرى مجهزة بأحسن وسائل الشحن والتفريغ والتخزين، وأهمها ميناء نيويورك(م2) بالإضافة إلى موانئ الواجهة الجنوبية والغربية. وأهم المبادلات الخارجية تتم مع الاتحاد الأوربي وكندا ودول العالم الثالث. وتشكل المنتجات الصناعية 2/1الصادرات الأمريكية والمواد الفلاحية 6/1 خاصة الحبوب، ثم مواد أولية وفحم حجري، والخدمات المختلفة. وأهم الواردات تتمثل في المواد الأولية والبترول وبعض المنتجات الفلاحية المدارية كالشاي والبن والفواكه، ومواد استهلاكية مصنعة كالملابس والأدوات الآلية والسيارات ( أكبر مستورد للسيارات) والمنسوجات.
ورغم قوة التجارة الأمريكية فإن ميزانها التجاري يتميز بالعجز بسبب صعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات، مما دفع إلى القروض الداخلية والخارجية.
خاتمة: رغم المشاكل التي يعانيها الاقتصاد الأمريكي، فإنه يبقى أقوى اقتصاد على المستوى العالمي، باعتبار قوة الإنتاج الفلاحي والصناعي واهمية التجارة الخارجية، مما يفسر الهيمنة الأمريكية في مختلف المجالات.