قرأت للأستاذ مالك بن النبي رحمه الله ما فاجأني فأردت أن أشرك غيري فيه.
قال في كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ص 112: لا يكفي أن نعلن عن قدسية القيم الإسلامية ،بل علينا أن نزودها بما يجعلها قادرة على مواجهة روح العصر.وليس المقصود أن نقدم تنازلات إلى الدنيوي على حساب المقدس ولكن أن نحرر هذا الأخير من بعض الغرور الاكتفائي و الذي قد يقضي عليه .
بكلمة واحدة ينبغي العودة إلى روح الإسلام نفسها، و لم يترك الرسول صلى الله عليه و سلم فرصة واحدة تمر دون أن يحذرنا من مثل هذا التمسك و الاكتفاء الذي نعرف اليوم آثاره المعوقة للنمو الاقتصادي في المجتمع الإسلامي الحالي.
فبعد عودة الرسول عليه الصلاة و السلام من إحدى الغزوات وسط شهر رمضان و كانت مشقة الصوم كبيرة على الصائمين ،نراه يعزوا الفضل في الانتصار إلى الذين أفطروا في ذلك اليوم ،فالشريعة أباحت لهم الإفطار لمواجهة و إعداد ما تحتاج إليه القافلة في السفر .
و نحن اليوم أكثر من أي يوم مضى بحاجة للتذكير بهذا الهدي النبوي الذي يعطي في حالة معينة الأولوية لفضيلة الفعالية على فضيلة الأصالة . و من المناسب أن نشير إلى هذا الجانب من الفعالة الإسلامية في الوقت الذي تقارن التقاليد الإسلامية بخبث بالقيم العملية للبلاد الصناعية لإثبات عدم صلاحية الإسلام في القرن العرين.
هذه الفكرة تستحق الوقوف عليها طويلا أليس كذلك؟؟