أما عن محاسبة الذات فقد قال رسول الله (ص)(رحم الله مرئ شغلته عيوبه عن عيوب غيره)
و أما السبب الأول الذي عزوت إليه العزوف عن محاسبة الذات فهو العجب فعن أبي ثعلبة الخشني أنه قال : سألت رسول الله عن الآية ( عليكم أنفسكم ) فقال : ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتي إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودينا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك يعني بنفسك ودع عنك العوام ...
و فعلا بين الإنسان و ذاته لا يوجد إلا الله الذي يستر عن عباده الكثير فمن أسمائه الستار
لكن التفكير في وحدة له مزايا أخرى و هو التفكير بموضوعية بعيدا عن العقل الجمعي الذي يحرك الناس في مواقفهم من غير تعقل ولذلك أرشد الله تعالى إلى هذا التفكير الهادئ البعيد عن ضوضاء الناس و إيحاءاتهم قال تعالى:{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}
و أخيرا نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا لأن ذلك هو الجهاد الأكبر و تغيير ما بنفس هو تغيير للتاريخ فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأفسهم و السلام