نصر الله عضو مبتدئ
المساهمات : 461 تاريخ التسجيل : 19/01/2008 العمر : 34
| موضوع: الاندلس الخميس 21 فبراير 2008, 19:58 | |
| لكل شيء اذا ما تم نقصان من اروع قصائد الشعر العربي يرثي فيها( ابو البقاء الرندي) سقوط الاندلس
لكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ ** فلا يُغرُّ بطيـب العيـش إنسـانُ
هي الأمـورُ كمـا شاهدتهـا دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمـنٌ ساءَتـهُ أزمـانُ وهذه الدار لا تُبقـي علـى أحـد ** ولا يدوم على حـالٍ لهـا شـان يُمزق الدهر حتمًـا كـل سابغـةٍ ** إذا نبـت مشْرفيّـاتٌ وخُرصـانُ وينتضي كلّ سيـف للفنـاء ولـوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمـدان أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ ** وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ ؟ وأين مـا شـاده شـدَّادُ فـي إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟ وأين ما حازه قارون مـن ذهـب ** وأين عـادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟ أتى على الكُل أمـر لا مَـرد لـه ** حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ دارَ الزّمانُ علـى (دارا) وقاتِلِـه ** وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيــوانُ كأنما الصَّعب لم يسْهُل لـه سبـب ** ُيومًـا ولا مَلـكَ الدُنيـا سُليمـانُ فجائـعُ الدهـر أنـواعٌ مُنـوَّعـة ** وللزمـان مـسـرّاتٌ وأحــزانُ وللحـوادث سُـلـوان يسهلـهـا ** وما لما حـلّ بالإسـلام سُلـوانُ دهى الجزيرة أمرٌ لا عـزاءَ لـه ** هـوى لـه أُحـدٌ وانهـدْ ثهـلانُ أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ ** حتى خَلت منـه أقطـارٌ وبُلـدانُ فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً) ** وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ) وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم ** من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ** ونهرهُا العَـذبُ فيـاضٌ ومـلآنُ قواعدٌ كـنَّ أركـانَ البـلاد فمـا ** عسى البقاءُ إذا لـم تبـقَ أركـانُ تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ ** كما بكى لفـراق الإلـفِ هيمـانُ على ديار مـن الإسـلام خاليـة ** قد أقفرت ولهـا بالكفـر عُمـرانُ حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما ** فيهـنَّ إلا نواقـيـسٌ وصُلـبـانُ حتى المحاريبُ تبكي وهي جامـدةٌ ** حتى المنابرُ ترثي وهـي عيـدانُ يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ ** إن كنت في سِنَةٍ فالدهـرُ يقظـانُ وماشيًـا مرحًـا يلهيـه موطنـهُ ** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطـانُ ؟ تلك المصيبةُ أنسـتْ مـا تقدمهـا ** وما لها مع طولَ الدهـرِ نسيـانُ يا راكبين عتاق الخيـلِ ضامـرةً ** كأنها في مجـال السبـقِ عقبـانُ وحاملين سيُـوفَ الهنـدِ مرهفـةُ ** كأنها فـي ظـلام النقـع نيـرانُ وراتعين وراء البحـر فـي دعـةٍ ** لهـم بأوطانهـم عـزٌّ وسلطـانُ أعندكـم نبـأ مـن أهـل أندلـسٍ ** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبـانُ ؟ كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم ** قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان ؟ ماذا التقاُطع فـي الإسـلام بينكـمُ ** وأنتـمْ يـا عبـادَ الله إخـوانُ ؟ ألا نفـوسٌ أبَّـاتٌ لـهـا هـمـمٌ ** أما على الخيرِ أنصـارٌ وأعـوانُ يا من لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ ** أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيـانُ بالأمس كانوا ملوكًا فـي منازلهـم ** واليومَ هم في بلاد الكفـرِّ عُبـدانُ فلو تراهم حيـارى لا دليـل لهـمْ ** عليهمُ مـن ثيـابِ الـذلِ ألـوانُ ولو رأيـتَ بكاهُـم عنـدَ بيعهـم ** ُلهالكَ الأمرُ واستهوتـكَ أحـزانُ يا ربَّ أمّ وطفـلٍ حيـلَ بينهمـا ** كمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبــدانُ وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنمـا هـي ياقـوتٌ ومرجـانُ يقودُها العلـجُ للمكـروه مكرهـةً ** والعيـنُ باكيـةُ والقلـبُ حيـرانُ لمثل هذا يبكي القلـبُ مـن كمـدٍ ** إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ | |
|