مصالي الحاج

مـصـالـى الـحـاج

ولد مصالي الحاج و اسمه الحقيقي أحمد مسلي (الحالة المدنية الفرنسية حولت لقبه من مسلي إلى مصالي) يوم 16 ماي 1898 بتلمسان وسط عائلة من المزارعين الصغار. و غادر مصالي المدرسة في سن مبكرة ليمارس مهنا صغيرة (تلميذ اسكافي و مساعد بقال) قبل ان يستدعى سنة 1918 لأداء الخدمة الوطنية.

و في سنة 1923 و هو ابن ال25 رحل إلى فرنسا حيث مارس عدة مهن و انضم إلى الكنفدرالية العامة للعمال ذات الاتجاه الشيوعي و شرع في ممارسة السياسة.

سنة 1926 أسس الجزائري عبد القادر حاج علي و عدة وطنيين مغاربة آخرين من تونس و المغرب نجم شمال افريقيا بباريس من أجل العمل على تحقيق استقلال البلدان الثلاثة وتشكيل فضاء مغاربي متآلف. و انضم مصالي إلى نجم شمال افريقيا الذي كان يشرف عليه حاج علي وتولى في سنة 1927 امانته العامة. و قد حلت السلطات الفرنسية حزب نجم شمال افريقيا سنة 1929 بسبب توجهه التحرري. و قام مصالي ببعثه سنة 1933 تحت تسمية "نجم شمال افريقيا المجيد" و اشرف عليه شخصيا و قطع علاقاته مع الحزب الشيوعي الفرنسي.
و بعدها قام بانشاء جريدة "الامة" خلفا لجريدة "الاقدام" لسان حال نجم شمال افريقيا للتعبير عن مطالب هذا الاخير. و كان مصالي الحاج المحرر الرئيسي لمقالات النشرية.

وفي سنة 1937 تم حل " نجم شمال افريقيا المجيدة"الذي يمثل الصيغة الجديدة لنجم شمال افريقيا. و بعدها قام مصالي الحاج في شهر مارس من نفس السنة بتاسيس حزب الشعب الجزائري الذي واجه نفس المضايقات العدائية للادارة الاستعمارية. و تم انشاء الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية من طرف القائد القومي لتكون الواجهة الشرعية في حين ان اغلبية المناضلين كانو ينشطون باسمها في السرية.
وتميز التاريخ المتقلب للحزب باعتقال العديد من اعضائه منهم رئيسه مصالي الحاج الذي سجن عدة مرات و فرضت عليه الاقامة الجبرية حتى بباريس وفي المستعمرات الفرنسية سيما في برازافيل (الكونغو). كما انشأ الحزب هيئة شبه عسكرية سرية مكلفة بالتحضيرات الشاملة لثورة مسلحة محتملة بما كان يحذو تنظيمه من قناعة بحتمية اللجوء للكفاح المسلح لمواجهة تعنت المستعمر. تلك الهيئة كانت المنظمة الخاصة التي تولى قيادتها فيما بعد محمد بلوزداد.
و بعد تفكيك المنظمة الخاصة من طرف الشرطة و في ظل الازمة التي هزت الحزب منذ 1953 والتي زادت خطورة اثر بروز اختلافات حادة بين مناصري الزعيم مصالي و اعضاء اللجنة المركزية للحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية الذين اعابوا على مصالي سكونه و نرجسيته حاولت مجموعة من اعضاء المنظمة الخاصة الذين نجوا من الشرطة و العاملين في السرية الاصلاح بين الطرفين من خلال انشاء هيكل ملائم.

و قام هؤلاء المناصرين بانشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل داعين الجميع إلى موقف موحد لرد الاعتبار لأول هدف للحزب: انتزاع الاستقلال الوطني بالكفاح المسلح.
وقد اخفقت المبادرة لكن ذلك لم يثن عزيمة اعضاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل الذين قامو بتفجير الثورة الوطنية ليلة 31 اكتوبر إلى الفاتح نوفمبر 1954 في منتصف الليل. و كانت ردة فعل مصالي الذي لم يرضخ لاستعراض القوة من طرف مناضلين شبان أن أسس الحركة الوطنية الجزائرية محاولا عبثا زرع الغموض في الاوساط الشعبية حول زعامة الحركة الثورية القائمة في مرحلة اولى ليشن بعدها حربا ضارية على جبهة التحرير الوطني بالجزائر و بفرنسا.
و كان إنشاء المجلة الشهرية "صرخة الشعب" في أكتوبر 1962 اهم آخر مظاهر نشاطه السياسي.
توفي مصالي الحاج في 03 جوان 1974 بفرنسا إثر إصابته بسرطان في 1972 و دفن بتلمسان .