نصر الله عضو مبتدئ
المساهمات : 461 تاريخ التسجيل : 19/01/2008 العمر : 34
| موضوع: رواية مثيرة للغاية الجمعة 22 فبراير 2008, 18:26 | |
| فى قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد كانت الفضائل والرذائل, تطوف العالم معاً وتشعر بالملل الشديد ذات يوم وكحل لمشكلةالملل المستعصية اقترحالإبداعلعبةوأسماها الأستغمايةأوالغميمة أحب الجميعالفكرةوالكل بدأ يصرخ : أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا أن أبدأ الجنونقال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأالعد وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ واحد , اثنين , ثلاثة وبدأتالفضائل والرذائلبالاختباء وجدتالرقهمكاناً لنفسها فوق القمر وأخفتالخيانةنفسها في كومةزبالة وذهبالولعبينالغيوم ومضىالشوقالى باطنالأرض الكذبقال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحتالحجارةثم توجه لقعر البحيرة واستمرالجنون :- تسعة وسبعون , ثمانون , واحد وثمانون خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها ماعدا الحب كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أينيختفي وهذا غير مفاجيء لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب اخفاءالحب تابعالجنون :- خمسة وتسعون , ستةوتسعون , سبعة وتسعون وعندما وصل الجنون في تعداده الى :- المائة قفزالحبوسط أجمة من الورد واختفىبداخلها فتحالجنونعينيه وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ إليكم , أنا آتٍ إليكم كانالكسلأول من أنكشف لأنه لم يبذلأي جهد في إخفاء نفسه ثم ظهرتالرقّهالمختفية فيالقمر وبعدها خرجالكذبمن قاع البحيرةمقطوع النفس واشارالجنونعلىالشوقان يرجع من باطن الأرض الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعدالآخر ماعداالحب كاد يصاب بالإحباط واليأسفي بحثه عنالحب واقترب الحسد من الجنون , حين اقترب منه الحسد همس في أذنالجنون قال :- الحبمختفاً بين شجيرةالورد إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الوردبشكل طائش ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزقالقلوب ظهر الحبمن تحت شجيرة الورد وهو يحجبعينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه صاح الجنون نادماً :- ياإلهي ماذا فعلت بيك ؟لقد افقدتك بصرك ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر؟ أجابه الحب :- لن تستطيع إعادة النظر لي , لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي
( كن دليلي ) وهذا ماحصل من يومها حيث أخذ الجنون الدليل للحب الاعمى يلقى الحب الاعمىفي متاهات ليس لها نهاية ألقى الجنون الحب في كل حفرة وجدها بتسرعه وادخله فيدوامة المشاكل ونزع عنه ثوب البراءة وألبسه ثوب الرذيلة,ولكن وفي أحد الايام وبينما كان الجنونيقود الحب الاعمى وإذا بالحب يسمع صوتا نديا طاهرا كان ذلك صوت الإيمان فأعجب بصوته وبهدوءه في كلامهوسدادة رأيه فعزم الحب الاعمى على ان يترك الجنون ويجعل من الايمان دليله,كيف لا وقد جر الجنونالمشاكل العصيبة على الحب الاعمى,فأصبح الحب الاعمى دليله إيمانه ,فأصبح الطهر والعفة لونه وأصبح البراءة ثوبه ,وأصبح النور بصيرته,والحكمة رفيقه,وأصبحت الجنة بغيته وأصبح كل الرذائل عدوه .فمضى بالنور ليس ببصره الذيفقده ولكن ببصيرته التي وهبت له لما اصبح الايمان دليله. | |
|