المساهمات : 461 تاريخ التسجيل : 19/01/2008 العمر : 34
موضوع: أحكام التلاوة الأربعاء 05 مارس 2008, 22:07
أحكام المد نتكلم عن أحكام المد. المد لغة : الزيادة ، ومنه قوله تعالى : " ويمددكم بأموال وبنين " وحروف المد ثلاثة : جمعت في كلمة ( واي ) ، وهى : 1- الواو المضموم ما قبلها 2- والياء المكسور ما قبلها 3- والألف ولا يكون ما قبله إلا مفتوحاً وقد جمعت حروف المد الثلاثة في كلمة ( نوحيها ) الواو : وقبلها ضم النون ، والياء الساكنة : وقبلها كسر الحاء ، والألف : وقبلها فتح الهاء ( نوحيها ) . والمد إما أصلى وإما فرعى . 1- فالمد الأصلي : هو المد الطبيعي ، وهو المد الذي لا يتوقف على سبب من همز أو سكون ، أعنى لا يقع بعد حرف المد همز ولا سكون ، كما تقول : ( قال له صاحبه ) قال : اللام مفتوحة ، صاحبه: لم يقع بعد الألف لا همز ولا سكون ، وهذا هو المد المسمى بالمد الطبيعي ، وما تفرع عن المد الطبيعي يسمى مداً فرعياً . المد الطبيعي مده يكون بمقدار حركتين كما أوضحنا ، هكذا قال )،( يقول )،( فيه ) ، أو ( قيل ) ، وهكذا . 2- أما المد الفرعي : فهو الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون ، وهو إما أن يكون مداً عارضاً للسكون ، وإما أن يكون مداً منفصلاً ، وإما أن يكون مدا متصلا ، وإما أن يكون مداً لازماً . فهذه المدود بعد المد الطبيعي تسمى بالمدود الفرعية . ولنضرب لكل من هذه المدود الأمثلة كما سنوضحها فيما يلي : المد الطبيعي كما ضربنا له المثل : ( قال ، قيل ، يقول ) ، أما المد الفرعي ـ كما قلنا ـ فإنه الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون ، فمن سكون مثل نستعين ) ، إذا وقفنا الوقف يكون بالسكون هكذا : ( نستعين ) ، يسمى مداً عارضاً للسكون ،أما إذا وقع بعد المد همز في كلمة أخرى سمى مداً منفصلاً، كما نقول وفي أموالهم )،أما المد المتصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة، وهناك مد يسمى بمد البدل ، وهو أن يقع الهمز قبل مده مثل( آمن ـ آتى ) ، ولكل من هذه المدود مقدار في مده ، والمد المتصل يسمى مدا واجبا ، ولنضرب له المثل حينما يأتي في وسط الكلمة أو في آخرها ففي وسط الكلمة مثل (والملائكة) وفي آخر الكلمة مثل : ( يشاء ) ، ويسمى مداً واجباً ، يمد لحفص بمقدار 4 أو 5 حركات ، والحركة كما أوضحنا سابقاً هي بقدر خفض الإصبع أو بسطه بحال وسط بين الإسراع والتأني، وتعريف المد المتصل كما أوضحنا أيضاً هو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة ، أما المد المنفصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة أخرى ، أى يقع المد في آخر الكلمة والهمز في أول الكلمة التي تليها ،ويسمى مداً جائزاً ويجوز لحفص فيه أن يمد بمقدار حركتين هكذا وما أنزلنا ) ويجوز أن يمد لحفص بمقدار 4 ، 5 حركات هكذا وما أنزلنا )، فإذا كان حرف المد ياء فيكون النطق فيه هكذا وفي أنفسكم ) بالقصر، وبالتوسط هكذا : ( وفي أنفسكم ) ، أما إذا كان حرف المد واواً ، فيكون هكذا : ( قوا أنفسكم ) والتوسط هكذا ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) هذا بالنسبة للمد المنفصل الذي يسمى مداً جائزاً منفصلاً ، كما أوضحنا ، أما بالنسبة للمد البدل وهو أن يتقدم الهمز على مده مثل ( آمنوا، إيماناً ) فحفص يمده بمقدار حركتين فقط وجميع الأئمة كذلك إلا الأزرق عن ورش فله القصر والتوسط والإشباع ، هذا بالنسبة للمدود التي ضربنا لها الأمثلة. بقى لنا أن نبين حكم المد اللازم .والمد اللازم هو أن يقع بعد حرف المد سكون أصلى ثابت وصلاً ووقفاً ، وينقسم إلى قسمين : 1- قسم يسمى بالمد اللازم الكلمى أو الكلمى 2- وقسم يسمى بالمد اللازم الحرفي ، والمد اللازم الحرفي : أن يقع في أوائل السور . ونضرب أولاً المثل للمد اللازم الكلمى : 1- المد اللازم الكلمى إما أن يكون مثقلاً وإما أن يكون مخففاً , فإذا وقع التشديد بعد المد ، سمى مثقلاً وذلك مثل: "الصاخة " , " الطامة " , أما اللازم الكلمى المخفف فلم يقع إلا فيكلمتى آلآن) بسورة يونس وذلك من قوله تعالى: " آلآن وقد عصيت " وقوله :" آلآن وقد كنتم به تستعجلون "، هذا المد الذي يسمى بالمد اللازم إنما سمى لازماً للزوم مده بمقدار 6 حركات قولاً واحداً لا يزيد ولا ينقص ، يلزم حالة واحدة ، ويسمى بالمد الكلمى المثقل ، إذا كان مشدداً ، ويسمى بالمد الكلمى المخفف إذا لم يقع فيه الشد ، كما ضربنا الأمثلة ، هذا بالنسبة للمد اللازم الكلمى 2- أما المد اللازم الحرفي فإنه لا يقع إلا في أوائل بعض السور ، وتعريفه : هو ما جاء بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفاً في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف ، أوسطها حرف مد ولين أو حرف لين فقط ، وذلك في ثمانية أحرف جمعها صاحب التحفة في قوله : (كم عسلنا نقص) أو في قول بعضهم : (نقص عسلكم) أو في بعض قولهم : "سنقص علمك" وهى " س،ن،ق،ص،ع،ل،م ،ك" وكلها تمد بمقدار 6 حركات من غير خلاف عدا العين من فاتحة سورتي مريم والشورى ، ففيها التوسط والطول ، والطول أفضل ، ويجوز فيها القصر من الطيبة هكذا : ( عسق ) ، والتوسط هكذا : ( عسق ) ، ويقول علماء التجويد بأن من قرأ لحفص بمد المنفصل بمقدار حركتين يتعين أن يقصر العين من ( عين ) وقد وقعت الحروف المقطعة في أوائل بعض السور في كلمات جمعها بعضهم بقوله : ( صله سحيراً من قطعك ) ، وهى 14 حرفاً ، وتنقسم هذه الحروف الموجودة في أوائل السور إلى ثلاثة أقسام ، منها ما يمد 6 حركات ، وهى الحروف الثمانية المجموعة في قوله : "سنقص علمك " ومنها ما يمد مداً طبيعياً بمقدار حركتين وهى خمسة أحرف مجموعة في قول صاحب التحفة ( حي طهر ) ، ومنها ما لا مد فيه أصلاً وهو الألف ، وذلك لأن كل حرف وضعه على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد ساكن لا يمد أصلياً ، ثم علم أنه إذا اجتمع مدان لازمان مثقلان نحو : ( أتحاجوني) فلا يجوز مد أحدهما دون الآخر ، بل تجب التسوية لقوله: ( واللفظ في نظيره كمثله ) ، واعلم كذلك إذا كان الساكن في كلمة وحرف المد في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل نحو : ( وقالوا اتخذوا ) ، ( والمقيمي الصلاة )، وإذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف ،ألغى الضعيف وعمل بالقوى ، نحو : ( ولا آمين البيت الحرام ) ففيه بدل في آ ولازم في مد الميم فيلغى البدل ويعمل باللازم , ونحو" وجاءوا أباهم " بدل ومنفصل ألغى البدل وعمل بالمنفصل ، وأقوى المدود : اللازم ، فالمتصل ، فالعارض للسكون ، فالمنفصل ، فالبدل ، وقد أشار بعضهم إلى هذه المراتب بقول : أقوى المدود لازم فما اتصل فعارض فذو انفصالا فبدل وسببا مد إذا ما وجـــد فإن أقوى السببين انفــرد
ولنضرب الأمثلة للمد اللازم الحرفي في أوائل السور وغير اللازم ، ولنطبق في بعض الآيات هكذا كما ننطق : (بسم الله الرحمن الرحيم طسم) الطاء من (حي طهر) يمد مداً طبيعياً ، والسين : والميم من (كم عسل نقص) يمد مداً لازماً بمقدار 6 حركات هكذا : ( طسم ) لأن السين والميم كما قلنا من ( كم عسل نقص ) ، كذلك من نحو : ( ألم ) الألف لا مد فيه كما قلنا ، أما اللم والميم فمن الحروف التي تمد بمقدار ست حركات ويسمى مدها مداً لازماً حرفياً ، فإذا شددت مثل : ( ل م ) سميت مداً لازماً حرفياً مثقلاً ، أما إذا لم يكن في مد الحرف اللازم تشديد فيسمى مداً لازماً حرفياً مخففاً كالوقف على: ( م ) وهكذا في جميع النظائر ، ولنعلم أننا لو وقفنا على أي كلمة من الكلمات فالوقف عليها يكون بالسكون فمثل : ( نستعين ) نقف عليها بالسكون ويسمى مداُ عارضا للسكون مرفوعاً أي آخره ضمه كذلك وقفنا على : ( والسماء) سمى مداُ متصلاً واجباً عارضاً للسكون ، فإذا كان مجروراُ مثل " وفي السماء" ففيه أوجه وإذا كان مرفوعاً مثل :" ءأنتم أشد خلقاً أم السماء " ففيه أوجه ، ولنبين الأنواع : كلمة ( نستعين) إذا وقفنا عليها فيها سبعة أوجه القصر و التوسط و المد بالسكون المجرد ، ومثلها بالإشمام ، والقصر بالروم ) فهذه سبعة أوجه في كل عارض للسكون مرفوعاً ، أما إذا كان الموقوف عليه مجروراً مثل: (الرحيم) ففيه 4 أوجه المد بمقدار حركتين ، وبمقدار 4 حركات ، وبمقدار 6 حركات بالسكون المجرد ، والروم مع القصر ) ، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها مفتوحاً مثل : ( ولا الضالين ) فليس في هذه الكلمة وقف لا روم ولا إشمام ، بل يكون بالسكون المجرد فقط مع الثلاثة أوجه وهى : ( القصر و التوسط و الإشباع بالسكون المجرد ) ، أما إذا كان الموقوف عليه متصلاً مثل : ( ء أنتم أشد خلقاً أم السماء ) ففيه لحفص ثمانية أوجه وهى : المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد ونظيرها مع الإشمام ، والمد بمقدار 5 أو6 حركات مع الروم فهذه ثمانية أوجه في المتصل المرفوع الموقوف عليه ، أم إذا كان المتصل الموقوف عليه مجروراً مثل : ( وفي السماء ) ففيه 5 أوجه هي : المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد ، والمد بمقار 4 أو 5 حركات بالروم ، أما إذا كان المد المتصل الموقوف عليه منصوباً أي آخره فتحة ، ففيه ثلاثة أوجه فقط نحو : "والسماء بنيناها" إذا وقفنا عليها " والسماء " ففيها : المد بمقدار أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد فقط ولا روم وإشمام ، لأن الروم وهو الإتيان ببعض الحركة يدخل في المرفوع وفي المجرور ، والإشمام لا يدخل إلا في المرفوع فقط ،أم المنصوب فلا روم ولا إشمام فيه ، وتعريف الروم والإشمام قال فيه ابن الجزري : والروم الإتيان ببعض الحركة إشمامهم إشارة لا حركة كما أوضحنا وضربنا الأمثلة ، ولو وقفنا على المد اللازم المرفوع وهو يلزم حالة واحدة أي يلزم حالة واحدة بالمد بمقدار ست حركات قولاً واحد ويكون المد فيه بمقدار ست حركات بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام مع لزومه قولاً واحد بالمد ست حركات ، إذًا فالمرفوع اللازم الموقوف عليه فيه ثلاثة أوجه ، أما إذا كان اللازم الموقوف عليه مجروراً ففيه سكون مجرد ، وفيه روم فقط مثل : ( أجعلتم سقاية الحاج ) ( الحاج ) مجرور نقف بالسكون المجرد وبالروم مع لزومنا بالمد بمقدار ست حركات ، أما إذا كان الموقوف عليه مداً لازماً منصوباً أي آخره فتحة فليس فيه إلا المد قولاً واحد بمقدار ست حركات بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيه ، مثل : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) لا وقف عليها إلا بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيها ، مع الالتزام بالمد بمقدار ست حركات فقط لا يزيد ولا ينقص ، أما إذا كان الموقوف عليه من غير مد فلننظر إلى آخره إذا كان آخره ضمة فالوقف يكون عليه بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام بدون مد ، كما نقف على : " لله الأمر" يصح : السكون المجرد في الراء ويصح الروم ويصح الإشمام ، فإذا كان آخر الكلمة بدون مد وهو مكسور الآخر ففيه : السكون المجرد والروم مثل : ( من قبل أن يأتي يوم ) إذا أردنا أن نقف على كلمة قبل ففيها السكون المجرد والروم ، ولا إشمام فيها ، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها فتحاً فالوقف يكون بالسكون المجرد فقط ، كما نقف على قوله تعالى: " كذلك فعل الذين من قبلهم " إذا وقفنا على : ( كذلك )أو على فعل ) فيكون بالسكون المجرد فقط ولا روم ولا إشمام فيه ، ويكون بدون مد كما نطقنا هكذا : ( كذلك فعل ) وكذلك في جميع النظائر والله تعالى أعلم