عليك صلاة الله
يصبح ليلى بعد طول توجع
و جئتك أسعى يا محمد فاشفع
بأحكم آي فى الوجود و أرفع
و جاوزت حدا فى شفائك أضلعى
و قبر حبيب قد ذكرت بأدمعى
و ما أنّ محزون بقلب مُوَجّع
و ما عاش عشاق بفكر موزع
تنجّى حقيرا من جرائر نازع
ألاقى شفاء النفس أو جف مدمعى
فما أجمل الدنيا و ما كنت أدعى
لذنب جنيت أو لقول مزعزع
تؤرق ليلاتى و تقلق مضجعى
إذا كنت ترضى أو لبست مرقعى
و عيش الفتى فى شر فقر لمدقع
يروح كغيم فى الفضاء و قشع
فلا هو متروك و إن قيل:اجزع
و سيان من مبطى و من متسرع
تُؤدى لرب العالمين بخُشّع
و أخرى لعلى أن أفوز بأبدع
يناديك فى ضر و فى خير موضع
نجوت بها يوم الحساب بمن معى
لعلى أستفيق من الذنوب
تذوب من الجرائر و الخطوب
بمعصية و لم أك بالمصيب
من الأيام تفضى للمشيب
من التواب فى اليوم الرهيب
و جنبنى مزالقها دروبى
يصير قلادة برقتْ بجيدى
إذا جرّت وبالا من حصيد
وُلدت و فى فمى نغم المديد
فأعجبهم و صفق لى عديدى
لعجزى عن مديحك بالجديد
قصائد ذات موضوع مفيد
وجاء المدح مدحَك بالمجيد
يحاول جاهداً كسب الخلود
فيا فخرى بذكرك فى نشيدى
عسى أحظى بمحكي فريد
و طابت نفس شاعرك السعيد
يعيش بخافقي و بالوريد
و أنت ملاذ نفسى فى الشديد
يَعُمُّ بنوره قاصى الحدود
ملائكةٌٌ تبشر بالوليد
لتعلن للورى عن يوم عيد
ختامَ الرسل بالخلق الحميد
إمام الأنبيا خير الشهيد
شفيع الناس من هول كؤود
جبابرةُ السماء مع الجنود
أقام العدل فى كل الوجود
لهم فى الشرك تفكير البليد
على صوت المكابر و العنيد
لأشراف البلاد مع العبيد
و تقوى الله مرتكز البنود
و أصبح كعب أشهر من لبيد
تجارى للركوع و للسجود
لدين الحق أفظاظَ اليهود
و جازى العُرب ودك بالكيود
بعبد صالح بر ودود
وميضَ البرق إرزامَ الرعـود
بعزم الحق أدعى للصمود
لما يلقى محمد من حقود
بظلم ذوى القرابة أو صدود
يسامحهم على الظلم الأكيد
بنا نحو السماحة للمزيد
رحيمُ القلب ذو فكر سديد
هداية كل ضليل طريد
لجلمود عظيم فى الجمود
عديداً من عديد من عديد
من الرق الممرغ للخدود
و تنقذ للسليب و للوئيد
و حاشا أن تكون ضعيف عود
دعائم دينك الحق الوطيد
بحُرٍّ من صناديد أسود
رأوا أن المحامد بالكبيد
ببدر إذ علوت مع المشيد
بفاصلة المعارك للأبود
جنود الله يا خير الجنود
وجيش الكفر فى رعب الأديد
و يمضى العسر للركن الحَريد
لكم أسديت بالنصح النجيد
مع الأيام أثقل للعمود
بصدرى الهم ألصق من جَسيد
أنفّس عن همومى من حُيود
فزيدى إيه أشواقى و زيدى
بفيض الدمع يا عينى فجودى
و فى حلقى أمَرُّ من الهبيد
و من إثمى و من فعل رديد
و حينا انتحى صوب الضديد
من النيران من لهب الوقود
و حفظى من حريق للجلود
أخافتنى أقضّتْ للرقود
لشاعرك المؤرق بالكسيد
و لم يمْحُ الخطايا من رصيدى
لأخطاء خرجن عن الحدود
لآثامى و نقضى للعهود
كبائرها و من لمم زهيد
جريت وراءها رهن القيود
و ما طمع النفوس بذى حدود
من الإيمان و الأثر الحميد
بتقوى الله و القول السديد
على عشم على كرم عقيد
و لم أك فى الشدائد بالجليد
ضعيف غير طلاع النجود
و ما فى غير دينك من سُنـود
لك الفخر الكبير على العهود
مباهاة على الند المُريد
ليوث النصر بالجهد الجهيد
أحسا نعمة الدين الجديد
و كان قبيل ذلك من عبيد
شهود هم ثقاة فى الشهود
أنيناً , كان من حطب الوقود
و إحساساً و حساً فى الجريد
يعيد الروح للرمم الرقود
و بعد الذل نمرح فى الرغيد
صناديد الورى أقوى ورود
أناخ بنا على جُرز الصعيد
لتصلح طائش الخلف الجحود
ينير طريق فرس أو هنود
و سبحان المغيّر للعهود
و سوط العدل ألهب ذى برود
و لم نسمع دعاء الخير نودى
كحال السامري و قوم هود
و كانوا صالحا ببنى ثمود
تميّز بالفداء و بالصمود
و إخلاص و إيثار فريد
يعود بهم شواطئ مستعيد
فيا لله للخير الفقيد
و تقوى الله مفتاح الرغيد
تعود فهم بشوق للقديد
و كان العيش موفور الرفيد
و يذهب خوف نفسى بالعَضيد
ظواهرها بأفعال المُحيد
جميع العرب فى ثوب الرشيد
رسولا جاء محفوظ العقود
و لكن أُركسوا نحو المَريد
و قد نصروا لمعوج مبيد
إذا ما الشر أحدق بالكنود
و جئت بغصتى أحوى صديدى
و تنفيس عن الحزن الصَليد
وأعطى كوثرا لك فى خلود
وهل فى ذاك من شـك مَحيـد؟
و حاشا من نفاق من حجود
بشوق مستزيد مستزيد
أُجرجر خيبة الفدم القعيد
لغصن داني الطلع النضيد
بغض الطرف منحى مستفيد
وجوع البطن صيره حسودى
وأين تجارة ربحت بجود
طريق السابقين طريق صيد
يخيب ظن جَدٍ أو حفيد
عجيـبٍ في الطريـف وفي التليــد
يسيل وفي يدي ذبلت وردى
ومعتصم تناسى للردود
رأى خلف السراب من الوعود
وحينما نرتمى حضن اللدود
تضّور فى السلاسل من حديد
ألاقى راحة القلب العميد
إذا سيل تخطى للسدود
أخاف النوم فى جوف اللحود
به الولدان فى شيب الجدود
ذنوب أثقلت صدرى و جيدى
شفاعتكم نجاتى من شُرود
و يُرهقنى صَعودا فى صَعود
علمت بذاك أمنى فى الورود
لخوفى من رقيب أو عتيد
إلى أم القرى ضمن الوفود
ثيابا بالمعاصى جِدُّ سُود
بغفران من الحي المعيد
لذاك اليوم فى تلك النجود
شباب المسلمين من الأسود
تطيب النفس تحمد للجدود
به قلبى تعلق من بعيد
يراودها يساير للعقود
أجاور شاكيا حَرَن الحَرُود
إذا ما النار تطلب للمزيد
يسيل بوجنتي وبالخدود
أبى أمى وتوأمتى بجود
وعماتى ونسلٍ هم سعودى
لابن لى وبنت أو حفيد
ليعجز عن روايته قصيدى
ولا إبداع شوقى في الخريد
من الآلام تبقى في ركود
أصوغ مشاعر الحب الفريد
مع الأنسام في حب وطيد
مع الطير المهاجر من جليد
وكنت أظن شوقى للخمود
له الأرواح تهفو من عهيد
وعظت الشيب فى وجه جعيد
فبارك توبة الفكر الشريد
و ما أقوى على قول شرود
و أكدت رغم قولى إيه جودى
تألق نجم شعرى فى صُعود
يلاقى من طموح لى أعيدى
و عودى بعد ثانية و عودى
به الشعراء تصبو للمُجيد
و أغنانى بحسبى عن نقود
و يكفى البطن من طبق العصيد
شفيع المذنبين من الحشود
قلــيـل الريش فى روع صريد
غداة ولجت بابك من جديد
بإشفاق من اليوم الرعيد
مقاومة لنفسى عن مُميد
بديلا عن ثراء أو ولود
و مدح المصطفى غيظ الحسود
و يقعد عن ملاحقتى نديدى
و ما قلبى سيخلد للمهيد
على المختار فى ليل الهجود
تسير به الحداة إلى الهَدود
صلاة الله لليوم الشديد
طوال العمر فى حزنى و عيدى
كما الريح التى تسرى ببيد
على المختار تنجى من وعيد
نراها من قريب أو بعيد
أبا الزهراء للأمل الوحيد
من النيران لا مسّت وصيدى
إلى الفردوس فى ترحاب غيد
سقتنا خمرة عزفت لعود
لكم بمحمد السمح الودود
على المحمود فى اللــوح المجيـد
عظيم لا يحيد عن السُدود
عليك محمد الخير المديد
على المختار تحجب للمكيد
نجاة جميع من سمعوا نشيدى
عليه الله فى ملأ شهيد
على المختار بالوجد الوجيد
ليثرب تمتطى ظهر الوخيد