Ghost عضو متميز
المساهمات : 512 تاريخ التسجيل : 20/11/2007 العمر : 37 الموقع : www.ammimoussa.fr.gd
| موضوع: الفلسفة الوجودية3 الثلاثاء 04 ديسمبر 2007, 19:49 | |
| منابع الوجودية الكيركجاردية :
من المؤكد إن مؤثرات كثيرة خارجية وعارضة قد أثرت على فكر كيركجارد. أن فكرة تشكّل بتمّثل عناصر غريبة عنه أقل مما تشكّل بالغوص المستمر الدائب في أعماق شخصيته الخاصة وبالتنبه الذي لم يزل يزداد اتساعاً وإلحاحاً. لا بأحوال الوجود بوجه عام لأحوال وجوده الخاص. كان هناك رد فعل من جانب مزاجه، وفرديته كما تحققت في ذاتها إزاء المؤثرات التي كان ينؤ بها فكره، بل إن فلسفته هي ذاته تماماً، ذاته على نحو ما إرادي يجري على نسق. لدرجة أنه يجعل من الفرد كفرد ومن الإدراك الواعي لهذا الوجود الفردي، الشرط المطلق، للفلسفة بل الفلسفة في جملتها.
لقد كان كيركجارد يردد منذ بداية حياته الفكرية حتى نهايتها، بما يكتب في يومياته قائلاً : إن مسألة المسائل هي ( أن أجد حقيقة… حقيقة… ولكن بالنسبة إلي، أن أجد الفكرة التي من أجلها أريد أن أحيا وأموت ). ولم يكن كيركجارد يستطيع أن يتصور حقيقة تظل خارجة عنه، حقيقة لا تكون إلا مشاهدة لروحه. ( الحقيقة هي ذات الحياة التي تعبر عنها : هي الحياة في حالة الفعل ). بهذا المعنى نستطيع، أن ندرك قيمة النصوص العديدة التي يعلن فيها كيركجارد أن مؤلفاته كلها ليست سوى تعبير عن حياته الخاصة. وهو يقول ( أن مؤلفاتي كلها تدور حول نفسي… حول نفسي وحدها ولا شئ سواها. ويضيف قائلاً : ( إن إنتاجي كله ليس سوى تربيتي لنفسي ).
ويقول كيركجارد أيضاً ( أنا أفكر، أذن فأنا غير موجود وذلك في مقابل النزعة العقلية الديكارتية. فالحقيقة هي الوجود نفسه، في واقعية الفريد الذي لا سبيل إلى التعبير عنه أو التنبه للوجود حين يتحد الوعي بالوجود نفسه. والجهد الذي يبذله الآخرون لنسيان أنفسهم، يبذلونه هم لمعرفة ذواتهم معتقدين أنهم بمعرفتهم أنفسهم معرفة لا تزال تزداد عمقاً. سيعرفون كل ما يبقى بعد ذلك عن معنى الإنسان والعالم والله على السواء). وعند كيركجارد أن شغله الشاغل هو الإنصات إلى همسات أفكاره، وملابسات إيقاع حياته الباطنية. وفي رسالة بعث بها إلى بيترلند يصف ميزة هجر أصدقائه له بعض الشيء حيث يقول: ( أن صمتهم ملائم لمصلحتي، من حيث أنه يساعدني أن أسدد نظري إلى نفسي، ويحفزني إلى إدراك ذاتي… تلك الذات التي هي لي، وأن أحافظ على ثباتي وسط تغير الحياة بنظرة فيها الحياة خارج ذاتي… ويضيف قائلاً: أن هذا الصمت يعجبني، إذ أرى نفسي قادراً على بذل هذا الجهد، واشعر بأنني كفأ للإمساك بتلك المرأة، أياً كان ما تطلعني عليه، سواء أنه مثلي الأعلى أم صورتي الهزلية).
ويرى أن الفلسفة تتلخص في إدراك المطالب الحتمية التي يقتضيها الموجود الصحيح لا الزائفة إدراكاً بواسطة الغوص في أعماق وجوده الخاص. وهكذا تصبح الذاتية معيار الموضوعية.
مراحل الوجود :
1- المرحلة الجمالية :
يتسم الواقع الإنساني ويقصد به أن تكون حياة الإنسان خاضعة للّذة والشهوة والتمتع بكل ما هو حسي. وهذا المستوى من مستويات الحياة الجمالية وبإرضاء الجوانب الحسية، ومثاله صفات السيبياد بطل المتعة الفورية، والرغبة التي تمنح دون جوان قوة هواه ومبدأ إغرائه، من الطاعة الشهوية. ينبغي لدى كل امرأة هو الأنوثة الكاملة. ونجاحه يرجع لهذا الإضفاء المثالي الذي يسقطه على ضحيته. لكن يأخذ المستوى الجمالي بالتآكل تدريجياً حيث تكون الرغبة بوصفها مطلقاً متوحشاً، وخواء المتأنق على الصعيد العاطفي، ودافع العناء الغرامي. وينتهي بالباحث إلى أن يتساءل في نهاية التحليل أليس أسعد هؤلاء الأفراد المشغوفين بطلب اللذة الذي يعتبر أشقاهم: إنه المعتزل الذي لم يعش حقاً، اقتصرت حياته على إسقاط هذه الإمكانات المختلفة.
2- المرحلة الأخلاقية :
ويقصد به أن تكون حياة الإنسان مستهدفة لتحقيق الخير وقواعد الأخلاق، وأن يكون قادراً على اتخاذ القرار، وعلى أن يختار أما هذا أو ذلك، بعد أن يكون قد تحرر من عبودية الجسد والمادة التي تميز الحياة في المرحلة الجمالية.
لأن الحب الأول المتفتح في الزواج هو حقيقة الإنسان السوي الأخلاقية، إنه تركيب الحرية والضرورة: إن أحد العاشقين يشعر بأنه منجذب للآخر بقوة قاهرة، ولكنه بوجه الدقة يمنح وعي حريته من هذه الحال أن هذا الحب تركيب العام والخاص، وهو يحتويهما كليهما حتى تخوم الصدفة. وبهذا الاعتبار فأن الحب الأول حب دقيق وأكثر سلامة وأوفر حظاً بأن يكون أول حب صحيح. الحب الأول ينطوي إذن على ثقة مباشرة. ولكن الأفراد الذين يشعران به يلقيان فوق ذلك نمواً دينياً. عندما يحمل حب بائس الأفراد على اللجوء إلى الله وعلى طلب الطمأنينة في الزواج. إن الحب الأول هو حب يشوه طبيعته، ومن البين إن العاشقين قد ألفا ترك كل شيء لله. إن الحب الأول يعوزه المثل الأعلى الثاني، المثل الأعلى التاريخي: أنه لا يتضمن قانون الحركة إذا كان الإيمان بالحياة الشخصية أن يكون إيماناً مباشراً، فأن الإيمان الذي يقابل الحب الأول قد يحسب، من جراء الوعد، بأنه قادر على رفع الجبال، وتحقيق المعجزات. أن الحب الزوجي يملك هذه الحركة لأن عزمه يتجه شطر الداخل. ويدع في المجال الديني، يريد بعزمه التعاون مع الله. وأن يناضل من أجل ذاته، ,إن يغزو ذاته بذاته مع زمان الصبر.
3- المرحلة الدينية :
هو الذي نخاطر فيه بالقفز في المجهول، والذي يقضي على اليأس والقلق الذي يكون فينا بفضل الإيمان بالله. ( إن المرحلتين الحسي والأخلاقي يقودان الإنسان المشخص إلى الحقيقة المتعالية المتسامية عن الطبيعة أي إلى الله الذي نتعلق به خلال المرحلة الدينية).
إن أعمق واقع ليس الذاتية الزائفة للنزوات الجمالية، ولا الموضوعية الزائفة للتأمل الهيجلي، بل الذاتية المأساوية للمستوى الديني. لقد تعذر البرهان نظرياً على وجود الله. أليس مسعى البرهان على وجود نابليون بالانطلاق من أعمال. لكن أعمال لا نستطيع البرهان على وجوده، اللهم إلا إذا طرحنا وجوده في ضمير الغائب الذي يعود عليه. فليس بين نابليون وبين أفعال علاقة مطلقة تتيح القول بأن أي فرد آخر لم يكن في وسعه أن ينهض بتلك الأعمال: إذا نسيت هذه الأفعال لنابليون يكون البرهان ناقلاً مادمت أسميته. ولكنني إذا كنت أجهل فاعلها فكيف أبرهن أن فاعلها نابليون ؟ وكل ما أستطيع أن أؤكده أن مثل هذه الأفعال لابد إنها من صنع قائد عظيم. وبالمقابل توجد بين الله وبين أفعاله علاقة مطلقة، لأن الله ليس اسماً، بل مفهوم. ومن هذا تتضمن ذاته وجوده.
ومن الضروري البرهان على إله شخصي عن طريق الإيمان. وليس الدين، كذلك عاطفة، بل هو تعبير صحيح عن المرضي الجمالي: وأن احترام هدف مطلق يتجلى فيه، بتحول الوجود تحولاً تاماً. ولكن هذا التحول الذي يتناول الوجود بالمرضي الديني إنما هو تحول داخلي كله. الخطيئة نظام واقع ينظم من تلقاء ذاته. واليأس الفضيحة وجدل الإيمان، إنه جدل الخلاص الحقيقي هو الألم أمام الله.
جان بول سارتر :
حياته :
ولد سارتر في 21 كانون الثاني عام 1905 وكان والده بحاراً توفى في الهند الصينية وهو صغير. فتولى جده لأمه تربيته. وكان مدرساً للغة الألمانية في مدرسة هنري الرابع الثانوية في باريس. وتعلم سارتر بمدرسة سان روشيل ثم في المدرسة الثانوية التي كان جده مدرساً فيها. والتحق عام 1924 بمدرسة المعلمين العليا ثم حصل على الأجريجاسيون في الفلسفة عام 1939. وعمل مدرساً في كل من ليون والهافر. وقد طلب في التعبئة العسكرية عام 1939. حيث أرسل إلى خط ماجينو المشهور في الحرب العالمية الثانية. وخدم كجندي في الوحدة الطبية، ووقع في الأسر وبقي فيه مدة تقارب السنة وبعدها أفرج عنه.
وقد لاح في أعين كثير من القراء أنه أقل الكتّاب الفرنسيين المحدثين ارتباطاً بفرنسا فالإنسان مدفوع إلى القول بأنه ألماني من المتزمتين، والحق أنه من منطقة الإلزاس. وكان سارتر قصير القامة ربعة، ومعتاد على التدخين بالغليون، وملابسه مهملة، وهو قبيح، ولكنه ذو تأثير كبير للغاية بسبب حضوره المتوتر الرجولي القوي الدافع، أنه رجل يلوح إنه يحترق بالتوتر العقلي والأخلاقي. وقد توفى عام 1980.
لقد كانت رواية الغثيان الرواية الأولى لسارتر نقطة البداية في فلسفة النفي والعبث. وكانت موجهة ضد الفلسفة التقليدية، فلسفة الإثبات والقيمة. والمحور الفكري لهذه الرواية التي تمثل منشوراً فلسفياً حقيقياً يدور حول القول بأن العالم لا معنى له من حيث أنني كإنسان ليس لي من هدف أسعى وراءه فيه.
والتجربة الأثيرة عند سارتر تلك التي قدم لنا تحليلاً لها في الغثيان، تكشف لنا عن عالم قريب جداً من عالم هيدجر. فهيدجر في كتابه ما هي الميتافيزيقا؟ كتب يقول: ( أن الجزع العميق الذي ينكشف لنا كلما امتددنا بجذورنا في أعماق الوجود كما لو كان ضباباً صامتاً من شأنه أن يغلف الأشياء والآخرين بصورة غريبة ويغلفنا نحن أنفسنا بلامبالاة شاملة. وهذا الجزع هو الذي يكشف لنا عن الوجود في طابعه الشمولي ).
يرى سارتر أن تجربة الغثيان قيمة ميتافيزيقية، فهي تكشف لنا عن صميم الوجود وهي من هذا الوجه تتيح لنا رؤية جديدة لعالم الأشياء والإنسان. ولقد قدم هيدجر في مؤلفاته الإطار العام لميتافيزيقا الوجود هذه، وعاد سارتر في كتابه الوجود والعدم، إلى تناول الموضوعات الجوهرية التي عالجها هيدجر، مع مناقشتها وتصحيح بعض عناصرها.
ولدى سارتر نوعين من الشخصيات يتخذ كل نوع منها موقفاً مختلفاً إزاء القلق. فثمة نوع يقاوم انطباعات أو ميولا أو دوافع يرى الناس الذين نسميهم أسوياء أنهم مجبرون على كبتها، وهم يلومون أنفسهم في الوقت نفسه على أنهم لم يفعلون، وهناك نوع آخر يستسلم لها كلية، لا عن سلبية خالصة، بل عن تصميم راسخ على أمل الوصول بذلك إلى حقيقة لا يستطيع الرجل السوي أن يبلغها. ويتفق سارتر مع هيدجر في أن الحرية تتكشف للإنسان بواسطة القلق، فالقلق هو كيفية وجود الحرية باعتبارها شعوراً بالوجود، وفي القلق تكون الحرية في وجودها،فالأنا التي أكونها الآن تعتمد، في نفسها على الأنا التي لم تتحقق بعد، كما إن الأنا التي لم تتحقق بعد تعتمد على الأنا التي أكونها الآن لأن مصيري أو مستقبلي الخاص، أو ماهيتي التي تتكون وفقاً لأفعالي الحالية والمستقبلية. لكن الإنسان يسعى دائماً إلى الهرب من القلق الذي يفرض عليه هذه الضرورة الدائمة من اللحاق بما وراء ذاته، نحو مستقبل هو نفسه في حالة هروب مستمر. وهذا الهروب هو ما يدعوه سارتر بسوء الطوية الذي يمكن أن نقارنه بفكرة السقوط أو الابتذال أو الوجود الزائف عند هيدجر.
وليس الغثيان سوى هذا الشعور بالاختناق الذي يسببه ذلك الكشف للوجود كأنه شيء يأخذك من كل جوانبك بغتة، شيء يتوقف من أجلك، ويثقل على قلبك كأنه حيوان ضخم لا يتحرك. إن القلق يكشفني لذاتي باعتبارها شعوراً، وبهذا يقنعني بأن ثمة لعباً في الوجود، وأن العدم يطارد كينونة الوجود.
هذا الكشف هو الذي حاصر بطل رواية الغثيان: أنطوان روكنتان فقد تسائل يوماً عن مبررات حياته، وسأل نفسه عن كينونته وعن ماهية الكون الذي يحيط به فكان هذا كافياً لأن يصبح نهباً لشعور من الحصر النفسي والانغلاق والغثيان.
والغثيان هو الشعور الذي نحس به أمام الواقع عندما نصل إلى معرفة إنه يفتقر إلى مبررات وجوده، وإنه منغلق. وابتداءً من اللحظة التي أحس فيها روكنتان أن حياته لا هدف من ورائها وإنه يسعى فيها إلى غير غاية، وإنها فقدت معناها عرف إنه أصبح موجوداً كما يوجد الشيء أو الموضوع. لأن الأشياء والموضوعات والعالم قد فقدت كلها في نفس الوقت معناها. ( لقد تلاشت الكلمات وتلاشت معها دلالة الأشياء، وتلاشت معها طرق استعمالنا لها ).
وانقطعت الأشياء، والأوصال بين الأشياء والعقل. لم يعد لشيء مغزى، وبدأت كل هذه الأشياء التي فقدت مسمياتها تترنح بلا مبرر: ( كل شيء وجوده مجاني، هذه الحديقة، هذه المدينة أنا نفسي. وعندما نأخذ هذا في اعتبارنا، سيصيبنا دوار الرأس، ويبدأ كل شيء في أن يطفو ذلك هو الغثيان. وهذا هو ما يحاول القذرون أن يخفوا الحقيقة اعتماداً على فكرة القانون أو الواجب، مع إن وجودهم مجاني تماماً كوجود الآخرين، إلا أنهم لا يحنون أن يشعروا بأنهم زائدون عن الحاجة ).
الحرية :
إن الحرية تعتبر من أهم القضايا التي تبحثها الفلسفة الوجودية، وتهتم بها. وهي عند الوجوديين عامةً تعتبر الوجود الإنساني نفسه. وهي ضرورة، لكي يحقق الإنسان وجوده. وهي من أهم المرتكزات عند سارتر، فهو يرى إن الإنسان حر، وأن له الحق، أن يكون (هوهو). وأن الحرية الإنسانية التي يتحدث عنها سارتر تأتي إلى المرء من الشعور بأنه غريب عن العالم اللامعقول هذا. الذي يحس فيه بأن مظاهره وحواسه متعارضة مع رغبته الحادة المالية إلى الإيضاح، والتي لا تزال دعوتها تجلجل في قلبه بصورة لا تغالب. ومن ثم فهو يشعر بنفسه في هذا العالم كأنه منفي. وتبرز هذه الفكرة في وضوح عند أحد أبطال رواياته (دروب الحرية) ماتيو، حين يفكر في الانتحار فيقول ( أني لست شيئاً وليس لدي شيء. وأني غير قابل للانفصال عن العالم كالنور، إذ أي منفي مثله حين ينزلق على سطح الماء والحجر دون أن يعلق به شيء… أنني خارج الماضي، خارج نفسي إن الحرية هي المنفي، وأنني مقضيّ علي بأن أكون حراً).
ويترتب على هذا حقيقتان هامتان أولاهما: أن الإنسان بما هو إنسان لا طبيعة له وليست له ماهية محددة بل أن ماهية هي الحرية نفسها أي إنها هي اللايقين. وثانيتهما: إن المتواجد لا يسبق الماهية فقط، بل إن ماهية الوجود، لذاته هي وجوده.
وتكشف الحرية عن نفسها خلال القلق، فالقلق هو وعي الإنسان لوجوده المحض الذي يخلق نفسه من حيث إنه عدم، أي إن وجود الإنسان يخلق نفسه من الحرية، فهو يهرب من القلق، وهو بهروبه هذا يحاول أن يفلت لا من حريته فحسب، أي أنه لا يتلهف فقط على بلوغ المستقبل، بل أنه يحاول أن يفلت من ماضيه أيضاً. ذلك لأن الإنسان يتمنى لو أنه في استطاعته إدراك هذا الماضي باعتباره مبدأ لحريته، في حين إن هذا الماضي قد سبق له وانتهى تماماً، وصار جامداً وغريباً عن صاحبه. غير إنه يستحيل على الإنسان الخلاص من القلق، لأن الإنسان يعتبر نفساً قلقة. ويقول سارتر ( إنني أجد نفسي مضطراً في نفس الوقت الذي أريد فيه حرية الآخرين، إلى أن أريد حريتي ).
إن على الإنسان أن يفعل، وأن يفعل دائماً فبغير الفعل لن يكون ثمة وجود. ( فالآنية ليست أولاً لأجل الفعل، ولكن الوجود بالنسبة إليها هو الفعل، والتوقف عن الفعل هو توقف عن الوجود ). والاختيار يقتضي بدوره الحرية، فلا اختيار حيث لا حرية. فوجود الإنسان لا يتحقق إلا بالفعل والإنسان لا يستطيع أن يفعل إلا إذا أختار، فالموجود الحر فقط هو الذي يختار وبدون هذه الحرية ينعدم معنى الاختيار. ويرى ( إن الشرط الأساسي الذي لا غنى عنه لكل فعل هو حرية الموجود الفاعل، والفعل هو التعبير عن الحرية ).
| |
|