biblioman عضو متميز
المساهمات : 558 تاريخ التسجيل : 25/10/2007 الموقع : www.donyawadine.kalamfikalam.com
| موضوع: لغز وفاة عبد الناصر عام 1970 السبت 08 ديسمبر 2007, 23:42 | |
| لغز وفاة عبد الناصر عام 1970 غياب عبدالناصر هل كان صدفة ؟!! ما زالت الوفاة المفاجئة للرئيس / جمال عبدالناصر عن عمر يناهز 52 عامًا و 8 أشهر و13 يوما تثير التساؤلات عما أمات عبدالناصر فى هذه السن المبكرة ، هل هى الأمراض المتعددة التى كان يعانى منها ؟ أم أن هناك جهات كان لها مصلحة فى اختفاء عبدالناصر فى هذا التوقيت بالذات وفى عام 1970م تحديدًا ؟ فى هذا المقال لن أتطرق للبحث عن أدلة أو شبهات جنائية فى أسباب وفاة الزعيم ، ولكن سوف أقوم بعرض مجموعة من الوثائق التى ربما تؤدى إلى الوصول للإجابة عن سر وفاة الرئيس عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970وجميع هذه الوثائق منشورة فى كتب مطبوعة وموجودة فى المكتبات . الوثيقة الأولى : تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر ، وهذا التقرير / الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه ( سنوات الغليان ) الصادر عام 1988م عن مؤسسة الأهرام فى صفحة 986 بالملحق الوثائقى للكتاب . ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر فى مصر ويحدد السبيل فى خيارين : 1- هزيمة عسكرية ساحقة . 2- اغتيال جمال عبدالناصر . وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق . الوثيقة الثانية : وقام بنشرها الأستاذ الدكتور / رؤوف عباس فى مقال بعنوان ( حلف الأطلنطى وراء ضرب عبدالناصر فى يونيو ) فى عدد من مجلة الهلال الصادر فى يونيو عام 2001م . والوثيقة التى يعرضها الدكتور / رؤوف عباس هى محضر الجلسة الأولى من محاضر اجتماع حلف شمال الأطلنطى فى شتاء عام 1964م والتى عقدت لمناقشة ورقة العمل التركية التى أعدها وزير الخارجية التركى وتحمل عنوان ( تصفية عبدالناصر ) . أما محاضر الجلستين الثانية والثالثة لهذا الاجتماع فما زالت محظورة ولن يسمح بالاطلاع عليها قبل عام 2014م . ومحضر هذه الجلسة الذى يناقش ورقة العمل التركية يتحدث عن الدور المشاكس والمضاد لمصالح الغرب الذى تلعبه مصر بزعامة عبدالناصر عبر العديد من المشكلات التى تسبب فيها عبدالناصر من إفشال فكرة الأحلاف العسكرية - شراء الأسلحة من الكتلة الشرقية – تأميم القناة - تمصير وتأميم المصالح الأجنبية فى مصر – الوحدة مع سوريا .. ثم ثورة اليمن وهى الطامة الكبرى بالنسبة لمصالح الغرب .. فوجود الجيش المصرى فى اليمن لمساندة الثوار أدى إلى نشوء وضع خطير هو تحكم مصر فى طريق المواصلات بالبحر الأحمر من الشمال عبر قناة السويس ، ومن الجنوب عبر مضيق باب المندب .. كما أن هذا الوجود يهدد بزوال العرش الملكى السعودى الذى يحارب الثورة اليمنية وهو العرش الذى يضمن تدفق البترول إلى الغرب بكل يسر . وتعرض الوثيقة إلى الأطراف العربية التى تعادى طموحات جمال عبدالناصر وسياساته وتحددها فى المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا تحت حكم الملك السنوسى . كما تلفت النظر لسوء العلاقات المصرية السورية والمصرية العراقية كما تتحدث عن النفوذ المصرى فى إفريقيا المعادى لمصالح الغرب وتدعو لدراسة الاقتراح بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلى عبدالناصر كما تطالب بتحويل اليمن إلى مستنقع يغوص فيه الجيش المصرى مما يساعد على إنجاح الضربة العسكرية الموجهة إلى مصر مع التنبيه على أنه إذا استمر الوضع الحالى فى اليمن فإن العرش السعودى مهدد بالزوال عام 1970م ، وهنا أطلب من القارئ الكريم أن يلاحظ التاريخ عام 1970م العام الذى شهد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر . ونصل الآن إلى الوثيقة الثالثة فى موضوعنا وهى من أخطر ما يكون وتاريخ الوثيقة 27 ديسمبر 1966م وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى وهى مرسلة من الملك السعودى / فيصل بن عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكى / ليندون جونسون وهى منشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب / حمدان حمدان طبعة دار بيسان ص489-490 . وفيها يقول الملك العربى مخاطبًا الرئيس الأمريكى : " من كل ما تقدم يا سيادة الرئيس ومما عرضناه وبإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعًا وأن هذا العدو إن تُرك يحرض ويدعم الأعداء عسكريًا وإعلاميًا ، فلن يأتى عام 1970م كما قال الخبير فى إدارتكم السيد ( كيرميت روزفلت ) وعرشنا ومصالحنا فى الوجود ولذلك فإنى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا أن اقترحوه لأتقدم إليكم بالاقتراحات التالية : - أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل لتقوم بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر لتضطر مصر بعدها لا إلى سحب جيشها من اليمن صاغرة بل إشغال مصر بإسرائيل عنا لمدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبدالناصر فى وحدة عربية " . إلى هنا ينتهى الجزء الخاص بمصر فى الوثيقة ، وإن كانت الوثيقة تشمل أيضًا خطط للملك السعودى ضد سوريا وفلسطين ولكن هذا ليس مجال مقالنا الآن . وأريد من القارئ الكريم أن يلاحظ الآتى : 1- السيد ( كيرميت روزفلت ) المذكور فى رسالة الملك هو رجل المخابرات الأمريكية الشهير المسئول عن الانقلابات العسكرية فى سوريا أواخر الأربعينيات ، وهو المسئول أيضًا عن مخطط الانفصال عام 1961 . 2- زوال العرش السعودى عام 1970م إذا استمرت خطط جمال عبدالناصر واستمرت قواته فى اليمن .. وهنا نتذكر ورقة العمل التركية فى محضر حلف شمال الأطلنطى عن زوال العرش السعودى عام 1970م . 3- الخطة التى يقترحها الملك السعودى للعمل ضد مصر تكاد تكون هى خطة الحرب الإسرائيلية فى يونيو 1967م . وبالربط بين ضرب مصر عسكريًا ومستقبل العرش السعودى عام 1970م ، نعود للوثيقة الأولى للمخابرات المركزية الأمريكية التى ترى أن الحل بالنسبة لمشكلة ( عبدالناصر ) هو الهزيمة العسكرية الساحقة أو اغتياله . والجدير بالملاحظة أن عبد الناصر هُزم عسكريًا عام 1967م وتوفى عام 1970م . ونصل الآن إلى آخر وثيقة عن موضوعنا وهى الوثيقة رقم 28 بملحق وثائق كتاب ( بين الصحافة والسياسة ) للأستاذ / محمد حسنين هيكل طبعة دار المطبوعات للنشر والتوزيع – لبنان عام 1984 . وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شريف مرفوعة للرئيس / جمال عبدالناصر بتاريخ 3 يونيو 1970م . وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب . ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس عبدالناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها : ( لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة 70 ) . مرة أخرى عزيزى القارئ هام 1970 التاريخ الذى يتكرر فى كل الوثائق كحل لمشكلة جمال عبدالناصر . لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970 ؟ . لقد توفى الرئيس / جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970م أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله . والآن بتجميع كل هذه الوثائق معًا وبالمعانى الواضحة التى نستشفها منها ألا يمكن أن نتساءل ما هو سر وفاة الرئيس جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 ؟ هل توفى بفعل فاعل ؟ هل هناك أسرار لم تكشف بعد عن وفاته ؟ رحم الله الرئيس جمال عبدالناصر وأسكنه فسيح جناته وربما تكشف لنا الوثائق التى ما زالت خفية أسرار أخرى عن أسباب وفاته.
| |
|